شهدت مدينة غراتس النمساوية بين نوفمبر/تشرين الثاني 2024 ويونيو/حزيران 2025 سلسلة من الجرائم العنيفة ارتكبها شبان منظمون في شكل عصابة، وأعلنت شرطة ولاية شتايَرمارك أنها نفذت بالتعاون مع قوات خاصة عملية واسعة شملت غراتس وفيينا، أسفرت عن اعتقال 13 متهماً، مؤكدة أن أكثر من 30 شخصاً وقعوا ضحايا لهذه العصابة التي استخدمت العنف المفرط، مع الاشتباه أيضاً في تورطها بتجارة المخدرات، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
وذكرت الشرطة أن الاعتقالات جرت في مواقع مختلفة، أبرزها محطة القطارات المركزية في فيينا حيث أُلقي القبض على اثنين من المشتبه فيهم أمام حشد من المسافرين، وتم تكبيل أرجلهما، وفي التوقيت نفسه، داهمت قوات الطوارئ عدة شقق في غراتس وألقت القبض على أعضاء آخرين.
وأوضحت السلطات أن معظم المعتقلين مواطنون سوريون تتراوح أعمارهم بين 17 و20 عاماً، وهم متهمون بتنفيذ اعتداءات متكررة منذ أواخر عام 2024، شملت إصابات جسدية خطيرة وسرقات وتهديدات استهدفت حتى قاصرين. وبحسب التحقيقات، استخدم أفراد العصابة أسلحة مثل السكاكين وأدوات الضرب، ما دفع المحققين لتوجيه تهم لا تقتصر على الجرائم الفردية، بل تشمل أيضاً تشكيل منظمة إجرامية.
وأشارت شرطة شتايَرمارك إلى أن معظم الهجمات ارتُكبت في غراتس، لكن العاصمة فيينا كانت أيضاً مسرحاً لجرائم هذه المجموعة منذ فترة، كما كشفت التحقيقات أن العصابة تطلق على نفسها اسم “505”، وهو رمز عشيرة من سوريا ينحدر منه العديد من أفرادها، وقد ظهر هذا الرقم مراراً في كتابات على الجدران، خاصة في الحي العاشر من فيينا.
وكان المتحدث باسم الشرطة Fritz Grundnig قد وصف حجم القضية بأنه غير مسبوق في مسيرته الممتدة منذ 20 عاماً، موضحاً أن أكثر من 20 جريمة مسجلة أدت إلى إصابة أكثر من 30 ضحية. وأشار إلى أن بعض الاعتداءات كانت شديدة الوحشية، مثل حادث طعن وقع في Griesplatz في يونيو/حزيران الماضي وأسفر عن إصابة رجل في فخذه.
كما بينت الشرطة أن عمليات التفتيش المرتبطة بالقضية أسفرت عن العثور على كميات من المخدرات، ما يعزز الشبهات بأن نشاط العصابة لم يقتصر على العنف، بل شمل أيضاً تجارة المخدرات. وأكدت السلطات أن التحقيقات لا تزال جارية على نطاق واسع، مع احتمال الكشف عن مجموعات مشابهة في المستقبل.
تعليقات
إرسال تعليق