الأسباب الكامنة وراء تعليق قبرص لطلبات لجوء السوريين منذ عام 2024
اتخذت جمهورية قبرص قرارًا بتعليق النظر في طلبات اللجوء المقدمة من المواطنين السوريين اعتبارًا من أبريل 2024، ويعزى هذا الإجراء إلى عدة عوامل متداخلة:
1. الزيادة الحادة في أعداد الوافدين: شهدت قبرص، الواقعة على مقربة من السواحل السورية واللبنانية، ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد اللاجئين السوريين الواصلين إليها بحرًا، خاصة من لبنان. ففي الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024، وصل أكثر من 2000 لاجئ سوري بحرًا، مقارنة بـ 78 لاجئًا فقط في الفترة نفسها من العام السابق. هذا التدفق المتزايد وضع ضغوطًا هائلة على قدرة استقبال وإيواء اللاجئين في الجزيرة.
2. الضغط على البنية التحتية والموارد: استنفدت مراكز الاستقبال المحدودة في قبرص طاقتها الاستيعابية بشكل كبير، مما أدى إلى ظروف استقبال دون المستوى المطلوب. يعيش العديد من طالبي اللجوء في المجتمع المحلي في ظروف معيشية صعبة للغاية. هذا الوضع دفع الحكومة القبرصية إلى اتخاذ إجراءات للحد من تدفقات اللجوء لتخفيف الضغط على مواردها.
3. محاولة الضغط على الاتحاد الأوروبي: صرحت الحكومة القبرصية بأن تعليق طلبات اللجوء يهدف جزئيًا إلى الضغط على الاتحاد الأوروبي لإعادة تصنيف بعض المناطق في سوريا كمناطق آمنة، مما يسهل عمليات إعادة اللاجئين. وتدعو قبرص الاتحاد الأوروبي إلى تقديم دعم مالي للبنان لوقف تدفق المهاجرين منه إلى قبرص.
4. المخاوف الأمنية: على الرغم من أن الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين هم من المدنيين الفارين من الحرب، إلا أن بعض المخاوف الأمنية قد تلعب دورًا في قرار التعليق، خاصة في ظل الأوضاع الإقليمية нестабильной.
5. عدم كفاية التعاون من لبنان: أعربت قبرص عن استيائه
ا من عدم تعاون لبنان بشكل كافٍ في وقف تدفق اللاجئين، على الرغم من وجود اتفاق ثنائي بين البلدين يقضي بإعادة المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى قبرص من لبنان.
6. التوجه نحو عمليات الإعادة "الطوعية": بالتوازي مع تعليق طلبات اللجوء، تبدو قبرص وكأنها تشجع ما يسمى بالعودة "الطوعية" للاجئين السوريين، حتى أنها تقدم حوافز مالية للعودة. وقد أثارت تقارير عن ممارسة ضغوط على اللاجئين لتوقيع اتفاقيات العودة مخاوف لدى منظمات حقوق الإنسان.
7. انخفاض طلبات اللجوء بعد سقوط الأسد (جزئيًا): تشير بعض التقارير إلى أن هناك بالفعل اتجاهًا لانسحاب بعض السوريين من طلبات اللجوء وعودتهم إلى سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024 (وفقًا لتقارير غير مؤكدة). ومع ذلك، لا يزال هذا التطور قيد الدراسة وتأثيره الكامل غير واضح.
في الختام، قرار قبرص بتعليق طلبات لجوء السوريين هو نتيجة لتضافر عدة عوامل، أبرزها الزيادة الكبيرة في أعداد الوافدين، والضغط على الموارد، ومحاولة الضغط على الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى بعض المخاوف الأمنية وعدم كفاية التعاون الإقليمي. وقد أثار هذا القرار انتقادات من منظمات حقوق الإنسان التي تحذر من أنه قد ينتهك حقوق اللاجئين في الحصول على الحماية.
تجريبي
تعليقات
إرسال تعليق