تشهد الولاية الشمالية حالة من التوتر الشديد، حيث تتصاعد الأزمات في المدن التي تستضيف الآلاف من عناصر القوة المشتركة التابعة لحركات دارفور الموالية للجيش السوداني. وقد تجددت هذه التوترات بعد حادثة وفاة شابين من أبناء الولاية الشمالية على يد عناصر من هذه القوة. فقد أعلنت كتيبة أسود الشمال عن وقوع حادث مأساوي في مدينة الدبة، حيث أطلقت قوة مشتركة تابعة لحركات دارفور النار داخل صالون حلاقة، مما أدى إلى مقتل الشابين وإصابة آخر بجروح خطيرة.
وفقًا للبيان الصادر عن الكتيبة، فإن جذور هذه الحادثة تعود إلى مشادة كلامية حدثت قبل أيام بين أحد أفراد القوة المشتركة وصاحب الصالون، إبراهيم. وقد نشبت هذه المشادة بعد أن وجه عنصر القوة اتهامات لأبناء الشمال بالسطو وسرقة أموال أهل الغرب، مما أثار غضب صاحب الصالون. وفي تصعيد للأحداث، عاد فرد القوة المشتركة إلى المكان مصحوبًا بتعزيزات مسلحة، حيث اقتحموا الصالون الذي كان يجلس فيه إبراهيم مع القتيلين، أحمد الهادي إبراهيم آل الناير وطارق كمال إبراهيم آل الناير.
خلال الاقتحام وفق البيان ، أطلق عناصر القوة المشتركة النار بشكل عشوائي على الموجودين في الصالون، مما أسفر عن وفاة الشابين على الفور وإصابة إبراهيم برصاصتين. هذه الحادثة تبرز التوترات المتزايدة في المنطقة، وتسلط الضوء على التحديات الأمنية التي تواجهها الولاية الشمالية، حيث تتزايد المخاوف من تصاعد العنف بين المجتمعات المحلية وعناصر القوة المسلحة.
طالبت كتيبة أسود الشمال وفق البيان بإجلاء فوري وغير مشروط لجميع عناصر القوة المشتركة من أراضي الشمال، مع ضرورة وقف جميع عمليات التجنيد المرتبطة بهذه الحركات في المنطقة. وأكدت الكتيبة أنها لن تسمح بوجود من تصفهم بالغزاة الذين يستبيحون الأرض وينشرون الموت بين سكانها.
جاء هذا البيان في وقت حساس، حيث تصاعدت مشاعر الغضب والتوتر بين المواطنين في مدينة الدبة والمناطق المحيطة بها بعد الحادثة الأخيرة. وقد أثار هذا الوضع قلقاً كبيراً في الأوساط الشعبية، مما دفع الكتيبة إلى اتخاذ موقف حازم تجاه هذه القضية.
تحمل هذه التصريحات دلالات قوية على تصاعد التوترات في المنطقة، حيث تسعى كتيبة أسود الشمال إلى حماية أراضيها وسكانها من أي تهديدات محتملة. ويبدو أن الوضع في مدينة الدبة يتطلب تدخلاً عاجلاً لتخفيف حدة التوترات وضمان سلامة المواطنين.
تعليقات
إرسال تعليق