الهجرة عبر البحر المتوسط: مصرع ثمانية مهاجرين وإنقاذ 29 آخرين إثر انقلاب قاربهم قبالة تونس

الهجرة عبر البحر المتوسط: مصرع ثمانية مهاجرين وإنقاذ 29 آخرين إثر انقلاب قاربهم قبالة تونس
الهجرة عبر البحر المتوسط: مصرع ثمانية مهاجرين وإنقاذ 29 آخرين إثر انقلاب قاربهم قبالة تونس


 وتستمر المآسي في البحر الأبيض المتوسط في ظل استمرار محاولات المهاجرين عبوره باتجاه أوروبا، حيث لقي ثمانية مهاجرين مصرعهم ونجا 29 آخرون بعد أن انقلب قاربهم قبالة سواحل العوابد القريبة من صفاقس، وسط شرق تونس.

أعلنت السلطات التونسية اليوم الإثنين، العثور على جثث ثمانية مهاجرين وإنقاذ 29 آخرين بعد انقلاب قاربهم قبالة سواحل تونس.

وقال حسام الدين الجبابلي، المتحدث باسم الحرس الوطني التونسي، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن حادثة غرق القارب وقعت قبالة سواحل العوابد، بالقرب من مدينة صفاقس الكبرى في وسط شرق البلاد.

خريطة غوغل توضح الطريق بين تونس وجزيرة لامبيدوزا الإيطالية
خريطة غوغل توضح الطريق بين تونس وجزيرة لامبيدوزا الإيطالية


وذكر المصدر نفسه أن جميع الغرقى أجانب، ويحملون "جنسيات مختلفة"، وبعضهم من دول أفريقيا جنوب الصحراء. فيما حددت وزارة الدفاع أن حادثة غرق القارب وقعت صباح الأحد.

ونشرت الإدارة العامة للحرس الوطني التونسي بيانا أمس الأحد، جاء فيه أن عملية الإنقاذ تبعت تلقي "منطقة الحرس البحري بصفاقس مكالمة هاتفية من أحد البحّارة مفادها غرق مركب بحري قبالة سواحل العوابد"، ما أدى إلى تحرّك "وحدات الحرس البحري في عمل مشترك مع جيش البحر بصفة فورية".


وأضاف البيان أنه قد تم "اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة من طرف فرقة الإرشاد البحري بصفاقس، كما تولت الحماية المدنية نقل ثلاثة من الناجين إلى المستشفى الجامعي بصفاقس لتلقي الإسعافات الضرورية. هذا ولا تزال عمليات البحث والتمشيط متواصلة في عرض البحر".


تونس.. نقطة انطلاق رئيسية لقوارب المهاجرين

وأصبحت تونس خلال السنوات الأخيرة، إحدى النقاط الرئيسية لمغادرة قوارب المهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا، حيث يبعد الساحل التونسي في بعض المناطق أقل من 150 كيلومترا عن جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. وبناء على ذلك، دخلت تونس في شراكة مع الاتحاد الأوروبي لمكافحة الهجرة غير الشرعية. كما شرعت السلطات في نيسان/أبريل الجاري، بتفكيك مخيمات المهاجرين غير النظامية المُقامة في بساتين الزيتون قرب صفاقس، حيث كان يعيش حوالي 20 ألف شخص.

وكان قد دعا الرئيس قيس سعيد في أواخر آذار/مارس الماضي، المنظمة الدولية للهجرة إلى تكثيف جهودها لضمان "العودة الطوعية" للمهاجرين غير النظاميين إلى بلدانهم.

ويعيش المهاجرون ظروفاً صعبة في تونس منذ أكثر من عامين، وبالتحديد في أعقاب خطاب الرئيس سعيد في شباط/فبراير 2023، والذي ندد فيه بوصول "جحافل من المهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى"، وقال إن ذلك يهدد "بتغيير التركيبة السكانية" للبلاد. وتبع هذا الخطاب عمليات طرد وملاحقة واعتقال طالت المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء، كما تم طرد مجموعات منهم في الصحراء على الحدود مع ليبيا والجزائر. ما أدى إلى إنشاء المهاجرين لمخيمات عشوائية في حقول الزيتون المحيطة بصفاقس.

وتشهد الفترة الأخيرة زيادة في محاولات المهاجرين لعبور البحر المتوسط باتجاه السواحل الأوروبية. وخلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، أنقذت سفينة "أوشن فايكنغ" التابعة لمنظمة "أس أو أس ميديتيرانيه" 126 مهاجراً، من بينهم نساء وقاصرون غير مصحوبين، كانوا على متن قاربين متهالكين.

وخلال يومي الثلاثاء والأربعاء من الأسبوع الماضي، وصل 673 مهاجراً إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. ووفقا للبيانات الإيطالية الرسمية، وصل أكثر من 4000 مهاجر إلى لامبيدوزا بين 1 و24 نيسان/أبريل 2025.

ويعتبر طريق وسط البحر الأبيض للهجرة، الذي يربط سواحل ليبيا وتونس بأوروبا، أخطر طرق الهجرة في العام. ففي عام 2024، اختفى أو مات 2360 شخصا أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا في البحر الأبيض المتوسط، غالبيتهم العظمى على طريق وسط البحر الأبيض المتوسط. بينما بلغ عدد الضحايا منذ بداية العام الجاري، ما يقرب من 300 مهاجر.

ومنذ عام 2014، سجلت وكالة الأمم المتحدة وفاة أكثر من 24 ألف مهاجر في هذه المنطقة البحرية. من بينهم ما يقرب من 3500 طفل ماتوا أو فُقدوا على مدى السنوات الـ10 الماضية، بمعدل طفل واحد يوميا، وذلك أثناء محاولتهم عبور وسط البحر الأبيض المتوسط ​​بين شمال أفريقيا وإيطاليا، وفقا لتقرير صادر عن اليونيسف.


تعليقات