أصبح موضوع أفضل دولة للهجرة للسوريين بعد الإطاحة بالنظام السابق معقدًا وحساسًا للغاية، حيث أدى التغيير السياسي إلى تغيير فوري وكبير في سياسات اللجوء في العديد من الدول.
الوضع الحالي (بعد سقوط النظام) جعل مفهوم "أفضل" أو "الأسهل" للهجرة عبر طلب اللجوء أمراً غير واضح، بل وتحوّلت بعض الدول التي كانت ترحب سابقًا إلى دول توقف معالجة الطلبات.
تغير المشهد: الإيقاف المفاجئ لطلبات اللجوء
فور سقوط النظام، سارعت العديد من الدول الأوروبية إلى تعليق مؤقت أو تجميد اتخاذ القرارات بشأن طلبات اللجوء الجديدة والقائمة للسوريين، لحين تقييم الوضع السياسي والأمني الجديد في سوريا وتحديد ما إذا كانت آمنة للعودة.
تشمل قائمة الدول التي علقت أو تدرس تعليق طلبات اللجوء ما يلي:
ألمانيا
النمسا
السويد
النرويج
هولندا
فرنسا
بلجيكا
بريطانيا
إيطاليا
الدنمارك (التي كانت تسعى لترحيل السوريين حتى قبل سقوط النظام).
الاستثناء الأبرز حالياً هو إسبانيا، التي أعلنت أنها ستواصل التعامل مع طلبات اللجوء السورية كالمعتاد، مشيرة إلى أن عدد الطلبات لديها أقل من الدول الأخرى.
الطرق المتاحة حاليًا للهجرة (بعيداً عن اللجوء):
بسبب التعليق الواسع لطلبات اللجوء، أصبحت خيارات الهجرة "الأسهل" تعتمد على مسارات قانونية أخرى لا ترتبط بصفة اللاجئ:
1. لم شمل الأسرة (Family Reunification)
هذه هي الطريقة الأكثر استقرارًا وفعالية للسوريين الذين لديهم أقارب حاصلين على إقامة دائمة أو جنسية في الدول الأوروبية أو كندا.
ألمانيا والسويد وهولندا وكندا وبلجيكا لا تزال تتيح برامج لم شمل الأسرة، رغم أن بعض الدول (مثل النمسا) أعلنت عن تعليق طلبات لم الشمل الجديدة.
2. برامج الهجرة القائمة على المهارات والعمل
إذا كان لديك مؤهلات علمية أو خبرة عملية عالية، فإن بعض الدول قد توفر مسارات أسهل للهجرة غير مرتبطة بوضع اللجوء:
ألمانيا وكندا: لديهما برامج نشطة لجذب العمالة الماهرة لسد النقص في سوق العمل، وقد تكون هذه المسارات أسرع وأكثر أمانًا من اللجوء.
البرتغال: كانت تُعتبر في السابق بوابة دخول أسهل إلى أوروبا من خلال "تأشيرة الباحث عن عمل" (Job Seeker Visa)، لكن يجب متابعة مدى استمرار سهولة هذه الإجراءات.
3. الهجرة إلى دول أمريكا الجنوبية
تاريخياً، كانت بعض الدول في أمريكا الجنوبية أكثر ترحيباً بالسوريين من حيث إجراءات اللجوء، ومنها:
البرازيل: يُشار إليها بأنها كانت تسهل الحصول على وضع اللاجئ للسوريين، وغالباً ما تتطلب إجراءات هجرة أقل صرامة مقارنة بأوروبا.
نصيحة هامة جدًا في الوضع الحالي
في ظل التطورات المتسارعة وعدم استقرار الوضع السياسي في سوريا بعد سقوط النظام:
يجب الحذر الشديد من محاولة الهجرة عن طريق اللجوء إلى الدول التي أعلنت تعليق معالجة الطلبات، لأن مصير هذه الطلبات أصبح غير مؤكد، وبعض الدول (مثل النمسا والدنمارك) أعلنت عن دراسة برامج الإعادة والترحيل للسوريين بعد استقرار الأوضاع.
أفضل الطرق حالياً هي المسارات القانونية الواضحة: مثل لم شمل الأسرة، أو الحصول على تأشيرات عمل، أو تأشيرات دراسة في الدول المضيفة.
للحصول على معلومات دقيقة ومحدثة، يفضل دائمًا التواصل مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) أو محامين هجرة متخصصين في الدولة التي تختارها.
تعليقات
إرسال تعليق