السوريون في بلجيكا يبدؤون بتنظيم شؤونهم عبر أول مجلس منتخب
في إطار مساعيهم لتنظيم شؤون الجالية السورية في بلجيكا، تداعى مئات السوريين في بروكسل قبل أيام لانتخاب "ممثلين" لهم في أول تجربة انتخابية ديمقراطية يعيشونها في البلاد، رغم "الإقبال الضعيف" والانتقادات التي شابتها.
وشارك نحو 550 سوريًا قبل أيام في العاصمة بروكسل بـ"الاجتماع التأسيسي الأول للجالية السورية في بلجيكا"، وقاموا بإجراء انتخابات لاختيار "مجلس إدارة" يقود الجالية السورية.
وقام 470 من الحاضرين الذين يحق لهم التصويت في الاجتماع بانتخاب 11 شخصًا من بين 85 شخصًا كانوا قد رشحوا أنفسهم لقيادة "مجلس إدارة الجالية السورية".
وفاز برئاسة "مجلس إدارة الجالية السورية" في بلجيكا أحمد حمادة، وعضوية كلٍّ من: زاهد غيدة، أشيت شيخو، ليندا الشيخ، مهند العيسى، حسن المحمد، عبد العزيز دخان، يوسف قويقة، سارة الحلبية، سوزان رستم، أنس الحجلي.
وسيقود الأعضاء الفائزون الجالية السورية في البلاد لمدة عامين كاملين.
وعبّر عدد من المشاركين في التجربة الانتخابية والديمقراطية الأولى للجالية السورية عن سعادتهم بالتجربة، وقالوا في تصريحات لموقع تلفزيون سوريا إنها خطوة في الاتجاه الصحيح لتنظيم شؤون السوريين في البلاد، وتجربة يعيشونها لأول مرة على مستوى أبناء الجالية.
ويقول يوسف قويقة، أحد الفائزين في عضوية "مجلس إدارة الجالية"، إن هدفهم من تأسيس الجالية هو "دعم السوريين في بلجيكا ودعم اندماجهم في المجتمع البلجيكي مع ضمان المحافظة على هويتهم".
وأشار إلى أن هدفهم أيضًا "الوقوف إلى جانب الجالية في الأمور القانونية والاجتماعية، ودعم النشاطات الثقافية والتربوية كتعليم اللغة العربية للأطفال".
"انتقادات"
في المقابل، انتقد العديد من السوريين آلية انتخاب أعضاء مجلس إدارة الجالية السورية، لا سيما أنها تمت من قبل 470 شخصًا فقط، معتبرين أنهم لا يمثلون أبناء الجالية التي يصل عددها إلى أكثر من 30 ألفًا، بحسب تقارير صحفية.
وقال عز الدين أيوب، المقيم في بروكسل: "أنا لم أنتخب أحدًا، ولا أعرف أصلًا أن هناك انتخابات للجالية السورية"، في حين قال إيهاب عيسى: "كان عليهم أن يقوموا بالانتخابات بطريقة يستطيع معظم السوريين في بلجيكا المشاركة فيها، وبشكل منظم أكثر من الطريقة التي جرت فيها الانتخابات الحالية".
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، لم تخلُ الصفحات الزرقاء من الانتقادات، وقال الكثير إن الانتخابات جرت على عجلة، ومن دون تنظيم وتنسيق كافٍ قبيل إجرائها.
من جانبه، علّق قويقة على "الإقبال الضعيف" من قبل السوريين في الانتخابات، قائلًا: "العدد مقبول كونها أول مرة، على أمل الالتفاف حول مجلس الإدارة لتعزيز الثقة بما ينعكس بالفائدة على جميع السوريين في بلجيكا".
ورغم مرور أكثر من عشرة أعوام على وصول السوريين إلى بلجيكا، فإنهم لم يستطيعوا حتى الآن تنظيم أنفسهم مثل الجاليات الأخرى الموجودة في البلاد، الأمر الذي عزاه بعضهم للصعوبات التي تواجههم في حياتهم الجديدة، والاهتمام بـ"الشأن الفردي" على حساب "الشأن العام".
ويعيش في بلجيكا أكثر من ثلاثين ألف سوري، وصلوا إلى البلاد على مدار السنوات الماضية هربًا من نظام بشار الأسد المخلوع، الذي شنّ حربًا على المدن التي ثارت ضد حكمه.
تعليقات
إرسال تعليق