أعلنت قوات الدعم السريع عن تحقيقها تقدمًا ملحوظًا في المعارك الأخيرة التي شهدتها مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. وفي مقطع فيديو نشرته عبر منصة “تليغرام”، أكدت القوات أنها تمكنت من التوغل في عدة أحياء جنوبية من المدينة، مما جعلها تقترب من المرافق الحكومية. كما أفادت بأن قواتها قد دخلت أيضًا الأحياء الشمالية، حيث تركزت في حي الزيادية، بالقرب من كتيبة الدفاع الجوي التابعة للجيش السوداني.
من جهة أخرى، نفت الفرقة السادسة التابعة للجيش السوداني ما أعلنته قوات الدعم السريع، مؤكدة عدم حدوث أي تقدم لها في الفاشر. وأوضحت أن المعارك الأخيرة قد دارت في مناطق خارج المدينة، مما يثير تساؤلات حول صحة المعلومات المتداولة بشأن الوضع العسكري في المنطقة. هذا التباين في التصريحات يعكس حالة من الارتباك والتوتر بين الأطراف المتنازعة.
في سياق متصل، أفادت تقارير من نشطاء بأن الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر خلال الأيام العشرة الماضية أسفرت عن مقتل 165 مدنيًا على الأقل. وأشارت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر إلى أن القوات قامت بقصف المدينة بأكثر من 750 قذيفة هاون وراجمات ودبابات ومدافع ثقيلة، مما أدى إلى وقوع مجزرة دموية بحق سكان المدينة العزل. وقد تم توثيق حصيلة القتلى من قبل المرافق الصحية التي استقبلت الجرحى والضحايا، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تعاني منها المدينة.
وكانت قد نقلت قوات الدعم السريع العشرات من عناصرها المصابين في المعارك الأخيرة التي شهدتها مدينة الفاشر إلى مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور. من بين هؤلاء المصابين كان قائد حراسات عبدالرحيم دقلو، وفقًا لمصادر وشهود عيان. وأفاد أحد الشهود، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، بأن المستشفيات والمراكز الصحية في نيالا شهدت اكتظاظًا بالمصابين، بما في ذلك حمدان الكجلي، قائد حراسات الفريق عبدالرحيم حمدان دقلو، الذي يشغل منصب قائد ثاني لقوات الدعم السريع.
كما أشار الشهود إلى أن المصابين تم نقلهم إلى عدة مستشفيات، مثل المستشفى التركي والمستشفى التخصصي ومستوصف أبرار العمارة ومستوصف اليقين، حيث تم إغلاق الشوارع المؤدية إلى هذه المرافق الصحية في حي الجمهورية. ولفت الشهود الانتباه إلى أن بعض الإصابات كانت نتيجة حروق في الأجزاء الأمامية من الجسم، مما يعكس شدة المعارك التي دارت في الفاشر، والتي تسببت في إصابات خطيرة بين صفوف القوات.
تعليقات
إرسال تعليق