مطالبات باستمرار الحماية للاجئين السوريين
استمرار تقييم الوضع السوري من دون قرارات
دعوات للضغط على الحكومات الأوروبية
يواجه أكثر من 100 ألف سوري مصيراً مجهولاً بعد أن أوقفت عدة دول في الاتحاد الأوروبي، إلى جانب بريطانيا، معالجة طلبات اللجوء الخاصة بالسوريين عقب سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول الماضي.
وجمّدت دول عدة، من بينها ألمانيا التي تستضيف أكبر جالية سورية خارج الشرق الأوسط، قرارات اللجوء بعد سقوط النظام، مكتفية بتأجيل البتّ في الملفات المقدمة حديثاً أو التي كانت قيد الدراسة.
ودفع استمرار الاضطرابات الأمنية والسياسية في سوريا، بعد تسمية أحمد الشرع رئيساً انتقالياً للبلاد وتوقيع دستور مؤقت وخطة انتقالية لمدة خمس سنوات، تلك الدول إلى التريث في مراجعة طلبات اللجوء.
ويزيد من تعقيد المشهد مواصلة إسرائيل تنفيذ ضربات جوية متكررة داخل سوريا، إضافة إلى سيطرتها على أجزاء من الجولان، فضلاً عن بقاء معظم العقوبات الدولية المفروضة على دمشق، رغم بعض التخفيف المحدود من قبل بريطانيا والاتحاد الأوروبي.
مطالبات باستمرار الحماية للاجئين السوريين
عبّر مؤسس حملة "التضامن مع سوريا" في بريطانيا، عبد العزيز الماشي، عن قلقه من تدهور الأوضاع في سوريا قائلاً: "كيف تكون سوريا قد تحسنت ولا تزال تحت العقوبات؟ وكيف يمكن أن تكون أفضل ولا يزال الموالون للأسد موجودين، وإسرائيل تواصل هجماتها؟"، بحسب ما نقل موقع "ميدل إيست آي"
بدورها، كانت سلمى وزوجها ينتظران قراراً بريطانياً بشأن طلب لجوئهما عند سقوط الأسد، لكن إعلان وزارة الداخلية تجميد الطلبات شكّل صدمة لهما، ليجد الزوجان نفسيهما عالقين من دون قدرة على العمل أو الدراسة.
وأوضحت سلمى، وهي استشارية تصميم جرافيكي، أن القرار المفاجئ أطاح بفرصها وفرص زوجها في الحصول على تمويلات دراسية، مما أدى إلى ضياع فرص استكمال دراستهما العليا في بريطانيا.
استمرار تقييم الوضع السوري من دون قرارات
علقت ألمانيا ودول أوروبية أخرى، منها النمسا وإيطاليا وفرنسا واليونان والسويد، قرارات اللجوء للسوريين، في حين قدرت مفوضية اللاجئين عدد الطلبات المتأثرة في أوروبا بأكثر من 100 ألف طلب.
وأعلنت وزارة الداخلية البريطانية أنها تواصل تقييم الوضع السوري، لكنها لم تحدد إطاراً زمنياً لاستئناف دراسة الطلبات، مكتفية بالقول إن الإرشادات القطرية قيد المراجعة المستمرة.
وبحسب الموقع، فقد تضرر في ألمانيا وحدها أكثر من 47,270 طلباً، من بينها طلب حياة، التي أكدت أن العودة إلى سوريا خلال السنوات المقبلة مستحيلة بسبب الوضع الأمني والاقتصادي المتردي.
وتقول حياة إنها انتقلت من الإمارات إلى ألمانيا لاستكمال دراستها والعمل، لكنها اضطرت لتقديم طلب لجوء بعد انتهاء تأشيرتها الطلاب
من جانبه، أشار معاذ، وهو طالب علوم بيئية مقيم في ألمانيا، إلى معاناته من حالة الترقب، مؤكداً أن السلطات لم تتواصل معه منذ شهور رغم انتهاء صلاحية إقامته وتجديدها مؤقتاً لفترة قصيرة.
دعوات للضغط على الحكومات الأوروبية
برر المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في ألمانيا قرار تأجيل البتّ بالطلبات بسبب ما وصفه بالوضع "الديناميكي والمربك"، مشيراً إلى أن اتخاذ قرارات جديدة متوقف حتى إشعار آخر.
بدورها، دعت حملة "التضامن مع سوريا" اللاجئين السوريين في بريطانيا وأوروبا إلى رفع أصواتهم والمشاركة في الفعاليات المناهضة لتعليق طلبات اللجوء، مؤكدة أن العودة إلى سوريا لا تزال غير آمنة.
وطالبت سلمى بوضع قوانين لجوء أكثر إنصافاً، تأخذ بعين الاعتبار تأثيرات الهجرة المتكررة على اللاجئين، مؤكدة أن كل بداية جديدة تمثل تحدياً قاسياً، وأن "الوقت الضائع لا يُعوّض"
تعليقات
إرسال تعليق