مستشار حميتي يكشف تفاصيل تشكيل حكومة السلام والوحدة في السودان ورؤية جديدة للجيش الوطني

مستشار حميتي يكشف تفاصيل تشكيل حكومة السلام والوحدة في السودان ورؤية جديدة للجيش الوطني
مستشار حميتي يكشف تفاصيل تشكيل حكومة السلام والوحدة في السودان ورؤية جديدة للجيش الوطني


 مستشار حميدتي لـ«الشرق الأوسط»: أولوية حكومتنا «تحييد طيران الجيش»

عز الدين الصافي قال إن الحكومة الجديدة ستفرض السلام… وستعلن من الخرطوم

أكد عز الدين الصافي، مستشار قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، أن الإعلان عن تشكيل “حكومة السلام والوحدة” في السودان سيتم في غضون شهر من توقيع الميثاق السياسي التأسيسي والدستور في نيروبي، والذي تم في يوم السبت. وأوضح الصافي في حديثه مع صحيفة “الشرق الأوسط” أن العاصمة الخرطوم ستكون هي المكان الذي سيتم فيه الإعلان عن هذه الحكومة، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تمثل بداية جديدة نحو بناء جيش وطني يعكس تطلعات الشعب السوداني.

وأشار الصافي إلى أن الحكومة الجديدة ستعمل على إنشاء جيش وطني قادر على التواصل مع الحكومات العالمية، مما سيمكنها من جذب الدعم العسكري اللازم. وأكد أن هذه الحكومة ستسعى إلى تقديم رؤية شاملة لتحقيق السلام في البلاد، حيث ستتوجه إلى المجتمع الدولي لطلب الدعم والمساندة في جهودها الرامية إلى إنهاء النزاع المستمر.

كما أضاف الصافي أن الحكومة المرتقبة تأمل في التعاون مع حكومات الإقليم التي تدعم العملية السياسية السلمية، مشدداً على أهمية اعتراف هذه الحكومات بالحكومة الجديدة التي ستشكل الشرعية في السودان. وأكد أن هذه الخطوات تأتي في إطار الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار والسلام في البلاد، .

قال مستشار أول قائد “قوات الدعم السريع”، عز الدين الصافي، إن “حكومة السلام والوحدة” التي سيتم تشكيلها في السودان خلال شهر من توقيع الميثاق السياسي التأسيسي والدستور المؤقت المزمع إقراره يوم السبت في نيروبي، ستسعى لتوفير الوسائل اللازمة لحماية المدنيين من القصف الجوي العشوائي المنظم “غير المسبوق”، الذي نفذه سلاح الطيران السوداني على المدنيين، وأدى خلال أشهر قليلة إلى سقوط أكثر من 5000 شخص.

شدد الصافي في مقابلة مع “الشرق الأوسط” على أن مسؤولية الحكومة المقبلة هي إنهاء هذا القصف. وعند سؤاله عن ما إذا كانت “قوات الدعم السريع” تسعى للحصول على أنظمة الدفاع الجوي المتطورة، قال: “الحكومة ستوقع على جميع البروتوكولات المتعلقة بامتلاك الأسلحة التي لا يمكن للمنظمات العسكرية غير الحكومية امتلاكها”. وأضاف: “سيكون هناك جيش وطني وحكومة تتواصل مع الحكومات في جميع أنحاء العالم، مما يمكنها من جذب الدعم العسكري”.

سنفرض السلام

وأشار الصافي إلى أن الامتياز العسكري الوحيد للجيش الذي “استولى على المؤسسات الحكومية” هو سلاح الجو. وأضاف أنه إذا تمكنت الحكومة القادمة من تحييد سلاح الجو، فستتحقق السلام، ولن يتمكن الجيش من رفض التفاوض، وسيتعين عليه الالتزام بذلك، سواء كان التفاوض مع (قوات الدعم السريع) أو بين حكومتين. وأكد أن التأسيس الجديد سيفرض السلام في البلاد.

ذكر مستشار “الدعم السريع” أنه لا يمكن تأكيد إمكانية تقديم بعض الدول دعماً عسكرياً للحكومة، وأنهم لا يتطلعون لذلك. وأضاف: “نحن قادرون على تقديم جميع الأدوات اللازمة لحماية مواطنينا، وما نأمله هو أن تساعدنا الدول في تحقيق السلام ووقف الحرب، ومعالجة الكارثة الإنسانية الناتجة عنها.”

الاعتراف بالحكومة

وفيما يتعلق بما إذا كانت الحكومة الجديدة ستحظى بالاعتراف، أشار الصافي إلى أن حكومة بورتسودان تُعد “غير شرعية”، حيث لا تعترف بها أي دولة، وفقاً لتعبيره، لكنها تمكنت من الاستيلاء على مؤسسات الدولة السودانية، مما أتاح لها الحصول على جميع أنواع الأسلحة.

وقال: “ستعرض الحكومة الجديدة رؤيتها من أجل تحقيق السلام، ونتمنى التعاون مع حكومات المنطقة التي تدعم العملية السياسية السلمية من أجل إنهاء الحرب، وأن تعترف بهذه الحكومة التي ستُمثل الشرعية في البلاد.”

قال: “الاعتراف الحقيقي سنحصله من جماهير الشعب السوداني، الذين حرموا لأكثر من 24 شهراً (منذ بدء الحرب) من الخدمات والمساعدات الإنسانية، وقد استخدم كل من الجيش السوداني والميليشيات الإسلامية سلاح التجويع ضد المدنيين، مما أدى إلى حدوث فجوات غذائية ومجاعات في العديد من المناطق بالبلاد”. وأضاف: “الحكومة التي سيتم تشكيلها ستكون قادرة على أداء واجباتها الأساسية في توفير الحماية والأمن وكافة الخدمات للمواطنين”. وأشار إلى أن “الدول الصديقة والشقيقة والأوروبية المهتمة بالسلام، فضلاً عن المنظمات، ستتعاون معنا، وستقدم المساعدات الإنسانية وتساهم في إعادة إعمار ما دمرته الحرب، بغض النظر عن الاعتراف السياسي بالحكومة”.

إعلان الحكومة من الخرطوم

وكشف مستشار “الدعم السريع” أن إعلان الحكومة الجديدة سيتم من داخل العاصمة الخرطوم، موضحًا أنها لن تكون حكومة منفى، ولن تتم في كينيا أو أي دولة أخرى. وأشار إلى أن ما يحدث في كينيا هو مشاورات سياسية بين القوى السياسية والمجتمعية للتوصل إلى اتفاق حول ميثاق سياسي تأسيسي، لافتًا إلى أن كينيا كانت قد استضافت محادثات السلام بين الأطراف السودانية في السنوات الماضية، وقد نجحت وساطتها في التوصل إلى اتفاق “نيفاشا” للسلام الشامل في السودان عام 2005.

قال: “تمت الموافقة على الميثاق السياسي التأسيسي للحكومة، ويجري حالياً الانتهاء من الدستور المؤقت، الذي سيتم توقيعه يوم السبت في نيروبي، كما تم اعتماد البرنامج الإسعافي للحكومة”.

وأضاف أننا الآن في المرحلة الأخيرة من المشاورات لتشكيل الحكومة من داخل السودان، يليها تع


يين الأعضاء في المستويات السيادية والتنفيذية، واختيار الوزراء، فضلاً عن تعيين حكام لكل ولايات السودان البالغ عددها 18 ولاية. وأكد الصافي أن الحد الأقصى للمدة الزمنية للإعلان عن الحكومة لن يتجاوز شهرًا واحدًا بعد توقيع مسودة الدستور المؤقت.

وأشار الصافي إلى أن “التواصل مع رئيس (حركة تحرير السودان) جناح عبد الواحد محمد النور لم يتوقف، وأن المواقف بيننا قريبة من التوصل إلى اتفاق شامل بشأن الميثاق السياسي، وقد تكون المفاجأة انضمام عبد الواحد إلى الحكومة”.

التأييد الشعبي

وأفاد الصافي أن الحكومة الجديدة تمثل قطاعات كبيرة من الشعب السوداني، وقد حصلت على دعم شعبي قبل إعلانها، مشيراً في هذا السياق إلى المظاهرات التي شهدتها عدة مدن في دارفور تأييداً للحراك السياسي القائم ضمن الميثاق السياسي التأسيسي الذي سيؤدي إلى تشكيل حكومة وطنية تشمل جميع أنحاء البلاد.

قال: “بعد تشكيل الحكومة، ستقوم وفود بزيارة دول المنطقة وبعض الدول الغربية لعرض رؤيتها وبرامجها الطارئة، وطلب الدعم منها. كما أعدت لجنة الاتصال الخارجي برامج شاملة للتواصل مع الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والبعثات الدبلوماسية.”

تعليقات