شهد الشارع السويدي حالة من الغضب بين اللاجئين وأحزاب معارضة على خلفية المجزرة التي راح ضحيتها 11 شخصا من جنسيات مختلفة، بينهم مطلق النار، وذلك داخل مركز تعليمي للمهاجرين بمدينة أوريبرو وسط المملكة.
رهام عطا الله مواطنة سويدية من أصل فلسطيني سوري أوضحت لموقع تلفزيون سوريا أن حادث إطلاق نار تسبب بمقتل 11 شخصاً، إضافة إلى العديد من الإصابات.
وكانت وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن المتحدث باسم الشرطة السويدية الخميس 6 شباط الجاري، أنّهم عثروا على ثلاث بنادق في المركز التعليمي بجانب جثة المهاجم، واصفاً ما حدث بـ "أسوأ عملية قتل جماعي في تاريخ البلاد".
وأعلنت السفارة السورية في ستوكهولم أن عددا لم تحدده من المواطنين السوريين من بين ضحايا إطلاق النار الذي أسفر عن مقتل 11 شخصا الثلاثاء في مدينة أوريبرو في وسط السويد.
وقالت السفارة في بيان نشرته مساء الأربعاء إنها "تتقدم بأصدق التعاون والمواساة إلى أسر الضحايا ومنهم مواطنون سوريون أعزاء".
ازدواجية معايير.. بين الصحافة والشرطة السويدية
واستغربت عطا الله أنه حتى الآن لم يطلق أحد على الحادث وصف "عمل إرهابي"، بما في ذلك الشرطة والصحافة السويدية واصفةً الأمر "بازدواجية المعايير" مقارنة بأي جريمة يرتكبها أشخاص من أصول مهاجرة حيث توصف فورا بـ"أعمال إرهابية".
ولفتت عطا الله إلى أن أهالٍ في المدينة يصفون ما جرى بـ "العمل الإرهابي" رغم عدم إطلاق هذه الصفة من قبل الشرطة.
وأشارت إلى أن كل الضحايا الذين خسروا حياتهم كانوا في مكان الحادث بهدف التعلم والاندماج بالمجتمع السويدي، بعد وصولهم إلى المملكة بعد رحلة لجوء طويلة مليئة بالمعاناة، محمّلة اليمين المتطرف وخطابه ضد اللاجئين مسؤولية ما حصل.
وكشفت الصحافة السويدية عن هوية المهاجم ويدعى ريكارد أندرسون ويبلغ من العمر 35 عاما، فيما لم تفصح الشرطة السويدية عن هويته.
وقالت الصحف السويدية إن المهاجم كان يعيش منعزلا و"يعاني من مشاكل نفسية"، حي نقلت صحيفتا "أفتونبلاديت" و"إكسبرسن" عن أقاربه أنه أصبح عاطلا عن العمل ومنعزلا عن عائلته وأصدقائه.
وبدوره، اعتبر أحد الناشطين السوريين بالسويد أن العملية نتيجة طبيعية بسبب وصول الأحزاب السياسية المتطرفة إلى السلطة ومحاولتها وضع اللوم على اللاجئين في كل المشكلات التي تواجهها البلاد وخاصة الاقتصادية.
"أسوأ عملية قتل جماعي في تاريخ السويد"
من جهتها، وصفت رئيسة الحكومة السويدية السابقة مجدولينا أندرشون الجريمة خلال حديثها مع موقع تلفزيون سوريا "بالأمر السيء جدا" معتبرة أنه بغض النظر عن مكان ولادة أي شخص الجميع في السويد "يحق لهم العيش بحرية وأمان".
وأكدت أندرشون التي تشغل حاليا منصب رئيسة الحزب الاشتراكي السويدي أنه عند مناقشة موضوع المهاجرين عادة ما يدور الحديث عن معدلات الجريمة والبطالة والعنف متجاهلين "الكم الهائل" من المهاجرين الذين يعملون ويدفعون الضرائب ويكافحوا "ويبنون مجتمعنا".
وشددت أندرشون على أنه بالسويد "يجب احترام أي شخص أمامك بغض النظر أين ولد أو من يحب أو ما يؤمن به".
وبثت وسائل إعلام شريط مصور قالت إنه من تصوير أحد الطلاب الذين كانوا مختبئين في دورات المياه في أثناء إطلاق النار، حيث يسمع صوت في أثناء التصوير بعبارة "سوف تغادرون أوروبا".
وهو صفه رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسن بأنه "أسوأ عملية قتل جماعي" في تاريخ السويد.
وسبق أن عزت السفارة السورية في ستوكهولم بالضحايا قائلة إنها "تتقدم بأصدق التعاون والمواساة إلى أسر الضحايا ومنهم مواطنون سوريون أعزاء" من دون أن تحدّد عددهم.
تعليقات
إرسال تعليق