اتهامات مباشرة من مناوي لأبوظبي بشأن تصعيد العمليات العسكرية في الفاشر

اتهامات مباشرة من مناوي لأبوظبي بشأن تصعيد العمليات العسكرية في الفاشر
اتهامات مباشرة من مناوي لأبوظبي بشأن تصعيد العمليات العسكرية في الفاشر

 



في تصريح أثار ردود فعل واسعة، وجّه حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان، مني أركو مناوي، اتهامات صريحة إلى قوات الدعم السريع بتنفيذ هجمات متكررة على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، واصفًا تلك العمليات بأنها “ترقى إلى مرتبة الإبادة الجماعية”. وأشار مناوي إلى أن هذه الهجمات وفق تصريحه تتم بدعم مباشر من نظام أبوظبي، في سياق ما وصفه بأنه حملة عسكرية ممنهجة تستهدف المدنيين في المدينة. وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوترات الميدانية في الإقليم، واستمرار الحصار المفروض على الفاشر منذ مايو من العام الماضي، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق.

حصار خانق

منذ أكثر من عام، تفرض قوات الدعم السريع حصارًا محكمًا على مدينة الفاشر، ما تسبب في شح حاد في الإمدادات الغذائية والدوائية، وسط تقارير محلية تشير إلى لجوء السكان إلى تناول علف الحيوانات وجلود الأبقار للبقاء على قيد الحياة. وبحسب مصادر ميدانية، تجاوز عدد الهجمات البرية التي شنتها القوات على المدينة حاجز المئتي هجوم، إلى جانب استخدام الطائرات المسيّرة والقصف المدفعي في استهداف الأحياء السكنية. هذا التصعيد العسكري المستمر أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية والصحية، وخلق حالة من الذعر بين السكان الذين يواجهون خطرًا يوميًا دون أي حماية دولية فعلية.

انتهاكات جسيمة

في مقابلة بثها تلفزيون السودان، وصف مناوي ما يجري في الفاشر بأنه “جرائم غير مسبوقة في القرن الحادي والعشرين”، مشيرًا إلى أن الهجمات استهدفت مناطق سكنية تضم تجمعات للأطفال والنساء، وأسفرت عن سقوط أكثر من مئة ضحية، في حوادث مروعة من بينها مجزرتا الجامع ودار الأرقم. وأكد أن عمليات الاستهداف الممنهج للمدنيين تمثل انتهاكًا صارخًا لكل القيم الإنسانية، داعيًا إلى تحرك عاجل لوقف هذه الاعتداءات. كما شدد على أن ما يحدث في الفاشر لا يمكن فصله عن سياق أوسع من الانتهاكات التي تطال المدنيين في إقليم دارفور، في ظل غياب المساءلة الدولية.


صمود مدني

رغم الحصار والظروف القاسية، أشاد مناوي بصمود سكان مدينة الفاشر، مؤكدًا أنهم “يسطرون ببطولتهم صفحة خالدة في التاريخ”، في مواجهة ما وصفه بمحاولات كسر إرادتهم عبر التجويع والترهيب. وأشار إلى أن سكان المدينة أظهروا تماسكًا لافتًا في ظل غياب الخدمات الأساسية، وواصلوا الدفاع عن وجودهم في وجه الهجمات المتكررة. هذا الصمود، بحسب مناوي، يعكس قوة الإرادة الشعبية في مواجهة العنف، ويؤكد أن الفاشر لا تزال تحتفظ بروح المقاومة رغم كل التحديات.

جهود مدنية

في سياق متصل، أثنى مناوي على جهود اللجنة الوطنية العليا لفك حصار الفاشر، موضحًا أنها تضم ممثلين من مختلف الولايات والأقاليم، إلى جانب شخصيات سياسية ومدنية بارزة. وأكد أن اللجنة، رغم كونها مدنية، تؤدي دورًا محوريًا في دعم الجهود الرامية إلى فك الحصار عن المدينة، ومساندة المدافعين عنها ميدانيًا وسياسيًا. وأشار إلى أن هذه المبادرة تعكس تلاحمًا وطنيًا واسعًا، وتؤكد أن قضية الفاشر باتت تحظى باهتمام شعبي ورسمي متزايد، في ظل تصاعد المطالبات بوقف الانتهاكات وتوفير الحماية للمدنيين.

تعليقات