"مجزرة الفاشر" تتصاعد: الجيش السوداني يصد هجوماً واسعاً لقوات الدعم السريع ويدمر دبابة – أكثر من 100 قتيل من المهاجمين
هجوم عنيف على الفاشر بدأ فجراً من محورين.. والدعم السريع تنفي قصفها مركز إيواء راح ضحيته 57 مدنياً
في أحدث فصول التصعيد العسكري في غرب السودان، أعلن الجيش السوداني اليوم الأحد (14 أكتوبر 2025) عن نجاحه في صد "هجوم عنيف" شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. وتُعد هذه المدينة نقطة محورية وحاسمة في الصراع الدائر، وتحولت إلى بؤرة للمواجهات الدامية بين الطرفين.
تفاصيل الهجوم والخسائر الميدانية
أصدرت الفرقة السادسة مشاة بالجيش السوداني بياناً صحفياً أكدت فيه أن القوات المسلحة "تمكنت من صد هجوم عنيف شنّته المليشيا على مدينة الفاشر عند الساعة الرابعة صباحاً" (02:00 بتوقيت غرينتش).
أوضحت الفرقة تفاصيل الخطة الهجومية لقوات الدعم السريع، مشيرة إلى أن الهجوم نُفذ من محورين رئيسيين وتحت غطاء كثيف من القصف بالأسلحة الثقيلة:
المحور الجنوبي: باتجاه السلاح الطبي.
المحور الشمالي: باتجاه مستشفى (اقرأ).
استخدمت قوات الدعم السريع في هجومها خليطاً من المشاة، والمركبات القتالية، بالإضافة إلى دبابتين.
وتابعت الفرقة السادسة أن "قواتنا تصدت لهم ببسالة، وألحقت بهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد"، مؤكدة تدمير دبابة للمهاجمين بكامل طاقمها الحربي، وعدد من المركبات القتالية. أما فيما يخص الخسائر البشرية، فقد أشارت الفرقة إلى "هلاك أكثر من مائة من عناصر المليشيا، وأُصيب آخرون".
أزمة إنسانية تتفاقم واستهداف المراكز المدنية
تتزايد وتيرة العنف في الفاشر منذ 10 مايو 2024، ويشير مراقبون إلى أن المدينة تشهد مرحلة حاسمة من الحرب. وقد شمل التصعيد الأخير استهدافات مباشرة لمواقع مدنية وإنسانية، مما يزيد من الكارثة الإنسانية.
أفادت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر بأن قوات الدعم السريع شنت هجمات بطائرات مسيرة استهدفت:
مركز إيواء دار الأرقم.
جامعة أم درمان الإسلامية.
مناطق أخرى داخل الأحياء السكنية بالفاشر.
تبادل الاتهامات حول "مجزرة الإيواء"
تصاعد التوتر بشكل حاد في أعقاب الهجوم على مركز إيواء للنازحين. أعلنت الحكومة السودانية يوم السبت مقتل 57 مدنياً في الهجوم على مركز الإيواء، بينما أعلن متطوعون ارتفاع عدد الضحايا إلى 60 شخصاً من المدنيين العزل.
في المقابل، نفت قوات الدعم السريع هذه الاتهامات بشكل قاطع. وقال المتحدث باسمها الفاتح قرشي في بيان صحفي اليوم:
"ننفي بشكل قاطع ما تم ترويجه من ادعاءات كاذبة حول سقوط مدنيين نتيجة قصف جوي أو مدفعي استهدف ملجأ للنازحين في مدينة الفاشر... ما تم نشره من اتهامات ما هو إلا افتراءات لا تمت للواقع بصلة."
ويُعدّ استهداف مراكز الإيواء والنازحين تصعيداً خطيراً يشكل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي، بغض النظر عن الجهة المسؤولة عنه.
ويعكس الهجوم الأخير محاولة قوات الدعم السريع للسيطرة الكاملة على الفاشر، التي تكتسب أهمية استراتيجية بوصفها نقطة وصل حيوية وإحدى المدن القليلة التي لا تزال تحت سيطرة الجيش في إقليم دارفور الشاسع. استمرار القتال العنيف وتزايد الخسائر المدنية يشير إلى أن المعركة حول الفاشر لن تُحسم قريباً، وأن المدنيين يدفعون الثمن الأكبر في هذا الصراع المتصاعد.

تعليقات
إرسال تعليق