الانتخابات القبرصية التركية تشير إلى تحول في العلاقات بين شمال قبرص وتركيا، كما يقول خبير

 الانتخابات القبرصية التركية تشير إلى تحول في العلاقات بين شمال قبرص وتركيا، كما يقول خبير
الانتخابات القبرصية التركية تشير إلى تحول في العلاقات بين شمال قبرص وتركيا، كما يقول خبير


تبعث نتائج "الانتخابات" التي جرت أمس في شمال قبرص المحتلة برسالة حول السياسة الداخلية، والحكم على مدى السنوات الخمس الماضية، والمشكلة القبرصية، والعلاقات مع تركيا، بحسب نيكوس مودوروس، الأستاذ المساعد في قسم الدراسات التركية والشرق أوسطية في جامعة قبرص.

وفي حديثه لوكالة الأنباء القبرصية، قال مودوروس إن المشكلة القبرصية تؤثر على كل جانب من جوانب الحياة اليومية للقبارصة الأتراك، مع آثار "مضاعفة" على مجتمعهم.
أشار مودوروس إلى أن قضية قبرص احتلت مكانة بارزة في الحملة الانتخابية خلال الأيام العشرة الأخيرة. وفيما يتعلق بمسألة الاتحاد مقابل الدولتين، قال إن التصويت أيد بوضوح الحل الفيدرالي للمشكلة.
وأضاف مودوروس "ومع ذلك، فإن هذا التصور يندرج في إطار أوسع بكثير يشمل العلاقات القبرصية التركية مع تركيا، وبشكل غير مباشر مع المجتمع القبرصي اليوناني".
وأشار مودوروس إلى أن الناخبين الذين دعموا توفان إرهورمان، والذين يأتون من جميع القطاعات السياسية في المجتمع القبرصي التركي بما في ذلك الأحزاب اليمينية واليسارية غير الممثلة في "البرلمان"، يبدو أنهم "متقدمون عليه" في آرائهم.
أوضح قائلاً: "لم يُثر إرهورمان نفسه قضايا المواجهة مع تركيا بقوة، بل تجنّبها. ومع ذلك، فإنّ ناخبيه، والأجواء السائدة آنذاك، وشرائح المجتمع التي حشدت دعمه، كانوا أكثر استشرافًا للأمور منه بكثير فيما يتعلق بالعلاقة التي يتصورونها مع أنقرة".
وأضاف مودوروس أن هذا يبعث برسالة إلى الرئيس أردوغان وجميع الأطراف المشاركة في المفاوضات القبرصية.
قال مودوروس إن إرهورمان وتتار يختلفان اختلافًا جوهريًا في نظرتهما للعالم تجاه قبرص نفسها. فبينما يدعو أحدهما إلى دولة واحدة، ويؤيد الآخر دولتين، يضع إرهورمان الدولة الواحدة في سياق جيوسياسي مختلف.
وقال مودوروس: "إنه لا يرى مستقبل المجتمع القبرصي التركي كجزء من الجغرافيا السياسية لأنقرة، كما أراد إرسين تتار الترويج له من خلال "الوطن الأزرق" أو العالم التركي".
وأضاف مودوروس أن إرهورمان، الذي ولد في عام 1970، يمثل جيلاً جديدًا من السياسيين وقد يشكل ليس فقط تغييرًا في القيادة القبرصية التركية ولكن أيضًا تحولًا في الوجه السياسي للنظام السياسي القبرصي التركي بشكل عام.
مع أن إرهورمان ينتمي إلى اليسار أو يسار الوسط، إلا أنه يختلف عن قادة اليسار التقليديين أمثال أوزكر أوزغور ومحمد علي طلعت ، إذ تُمثل حساسياته جيلاً نشأ في بيئات منقسمة. وأشار مودوروس إلى أن إرهورمان درس القانون ولديه معرفة واسعة بالمشكلة القبرصية.
وفيما يتعلق بعلاقة إرهورمان مع أنقرة فيما يتعلق بالقضية القبرصية، أوضح مودوروس أن الزعيم الجديد يدعم منذ فترة طويلة اتحادًا لامركزيًا، وهو ما لا يعني تلقائيًا اتحادًا كونفدراليًا، اعتمادًا على صلاحيات الحكومة المركزية التي يدعو إليها.
قال مودوروس إن هذا الموقف لا يمكن التوفيق بينه وبين موقف الدولتين الذي تمثله أنقرة. لكي تتحرك تركيا نحو موقف إرهورمان، فإنها تحتاج إلى رؤية تحول في الإطار الجيوسياسي الأوسع، بما في ذلك قضايا الطاقة، والهيدروكربونات، والعلاقات المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي، والمنطقة ككل.
قال مودوروس: "إن حدث تحوّل في موقف أنقرة، فلن يأتي من خلال انتخاب زعيم جديد للقبارصة الأتراك، بل من خلال بيئة أوسع". ويبدو من التصريحات التركية الأولية أن أنقرة ستمنح إرهورمان وقتًا لاختبار موقف الجانب القبرصي اليوناني بشأن القضايا التي أُثيرت خلال حملته الانتخابية.
فيما يتعلق بأصوات المستوطنين، أشار مودوروس إلى وجود ميل تاريخي لدى المستوطنين للتصويت لأحزاب اليمين القبرصي التركي وقادتها. أما الآن، فهناك تغيير اجتماعي وسياسي في كتلة المستوطنين الأوائل (منذ النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي) الذين يتقاعدون الآن بسبب تقدمهم في السن، مع اندماج أبنائهم وأحفادهم في النسيج الاجتماعي المحلي.
أشار مودوروس، تحديدًا في تريكومو وفاماغوستا وبعض أحياء كيرينيا، إلى وجود تحول واضح لهؤلاء المستوطنين نحو توفان إرهورمان، مع أن حجم هذا التحول يتطلب دراسة متأنية للخريطة الانتخابية أمس. وأضاف أن من سمات هذا التحول أنه حتى في منطقة تريكومو التي سجل فيها إرسين تتار أعلى نسبة تصويت له، كان متأخرًا بفارق نقاط مئوية عن توفان إرهورمان.

تعليقات