حصد الشاب السوري محمود الحميد (32 عاماً) جائزة "أفضل مصدر إلهام" لعام 2025، التي يمنحها "Swedbank Premium North"، تقديراً لجهوده داخل العمل وروحه القيادية في التعامل مع الزملاء والعملاء.
ولم يعلم محمود بترشيحه للجائزة، حيث قال لـ موقع "الكومبس": "فوجئت وشعرت بسعادة كبيرة، كانت لحظة اعتراف بطريقة تعاملي مع الناس وبجهدي اليومي، كلمة شكر واحدة تصنع فرقاً، الجائزة منحتني طاقة جديدة لأعطي أكثر".
وأضاف أن "النجاح لا يكتمل بشكل فردي بل دين يدفع الإنسان الآخرين معه نحو التطور".
لم يقتصر تأثير محمود على عمله، بل امتد إلى المجتمع الذي يعيش فيه، فخلال جائحة كورونا، عام 2019، عرض عبر منشور في "فيس بوك" مساعدته لكبار السن في مدينة كرامفوش، من خلال التسوّق أو تنفيذ المهام اليومية.
ولاقى المنشور تفاعلاً واسعاً، ما دفع بلدية كرامفوش لاختياره "سفيراً للمدينة" تكريماً لمبادرته المجتمعية، موضحاً محمود: "المساعدة أسلوب حياة بالنسبة إلي، أمدّ يدي في كل مكان أستطيع فيه أن أكون مفيداً"
من حمص إلى كرامفوش
وُلد محمود في مدينة حمص السورية، ودرس الهندسة المدنية، لكنه اضطر إلى مغادرة البلاد، عام 2013، بعد مقتل والده وشقيقته بالقصف، واعتقال شقيقه الآخر، من قِبل قوات نظام المخلوع، ثم انتقل إلى مصر ومن هناك إلى السويد، عام 2014.
استقر في كرامفوش من دون عائلة أو دعم، قائلاً: "كانت البداية صعبة. وضعت أهدافاً واضحة: تعلّم اللغة، الحصول على عمل، شراء منزل، وبناء حياة حقيقية".
وبدأ العمل بوظائف بسيطة، ثم تطوّع لتعليم الأطفال اللغة السويدية، وبعد حصوله على الإقامة، اجتاز اختبار اللغة (SFI) وواصل طريقه نحو العمل الرسمي.
عمل محمود في مركز رعاية لمدمني المخدرات، ثم مشرفاً على أطفال لاجئين، وفي مجال الرعاية المنزلية والخدمات الاجتماعية، وتنقّل بين أكثر من عشر وظائف لتوسيع معارفه وتطوير لغته وبناء شبكة علاقات، مردفاً: "كنت أدرس وأعمل في آن واحد، لم أنتظر الفرص بل سعيت إليها بنفسي".
صعود مهني متدرج
وصف محمود مسيرته بـ"رحلة خطوات صغيرة لكن ثابتة"، حيث عمل ست سنوات في شركة تأمين، ثم التحق بـ"Swedbank" ليعمل مستشاراً مالياً، وأضاف: "النجاح لا يأتي بسهولة، لكنه يأتي لمن يصرّ عليه".
يطمح محمود الآن للعمل في مجال "Private Banking"، الذي يتعامل مع كبار العملاء في السويد، قائلاً: "كل خطوة هي درجة في السلم، أريد أن أصل إلى مكان يمكنني فيه مساعدة عدد أكبر من الناس".
رسالة للشباب
وجّه محمود رسالة واضحة للشباب: "السويد تمنح فرصاً حقيقية. ضع خطة واضحة واعمل بجد. لا تنتظر النجاح، بل اصنعه. لا تيأس"، وختم حديثه بجملة تختصر فلسفته في الحياة: "أريد أن أكون رقم واحد في عملي وحياتي، الجائزة ليست نهاية الطريق، بل بداية جديدة".
ما هي جائزة "Årets inspiratör"؟
تمنح جائزة "Årets inspiratör" من "Swedbank" ضمن برنامج "Premium North Awards"، تكريماً للموظفين الذين يلهمون زملاءهم ويظهرون روح القيادة والمبادرة.
ويعتمد اختيار الفائزين على ترشيحات داخلية من الزملاء والمديرين، وتُقيَّم السلوكيات الإيجابية، والدعم المتبادل، والقدوة في بيئة العمل، وتُعد الجائزة جزء من "Premium North Awards"، الذي يقدّم خدمات مالية واستشارية متخصصة للعملاء ذوي الاحتياجات الكبيرة.


تعليقات
إرسال تعليق