دراسة استقصائية: رغم وعي القبارصة بالقوباء المنطقية، إلا أنهم يقللون من خطر إصابتهم الشخصي
كشف مسح أُجري في مايو 2025 أن غالبية البالغين في قبرص قد سمعوا بالفعل عن مرض
القوباء المنطقية (الهربس النطاقي)، لكنهم في الوقت ذاته يقللون بشكل كبير من احتمال تعرضهم شخصياً للإصابة بهذه الحالة المؤلمة.
أظهر الاستطلاع، الذي شمل 101 مشارك، أنه على الرغم من أن 60% من البالغين على علم بمرض القوباء المنطقية، إلا أن نسبة 14% فقط منهم تخطط لمناقشة مخاطر الإصابة بالمرض مع أطبائهم.
قد يرتبط هذا التراخي في اتخاذ الإجراءات بحقيقة أن 19% فقط من البالغين يدركون أن شخصاً واحداً من كل ثلاثة سيعاني من الهربس النطاقي خلال حياته. بل إن 14% فقط يعتقدون أن القوباء المنطقية شائعة بين أشخاص مثلهم. هذه الأرقام تُظهر نقصاً في الوعي بالتأثير الشخصي الذي قد يُسببه هذا المرض.
نتيجة لذلك، قد يقلل البالغون القبارصة من تقدير المخاطر التي تتهددهم فردياً، وبالتالي لا يتخذون الخطوات اللازمة للحصول على المعلومات واتخاذ تدابير الحماية.
وفي تعليقه على الوضع، قال أندرياس كريستودولو، مدير اتحاد جمعيات المرضى في قبرص (CyFPA/OSAK): "لا يدرك الكثيرون مدى الألم والاضطراب الذي قد يسببه الهربس النطاقي إلا بعد فوات الأوان. كلما تحدثنا عن هذا المرض بصراحة ووضوح، زاد تمكين الأفراد - وخاصةً أولئك الذين تجاوزوا الستين من العمر - من اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية صحتهم".
وتجدر الإشارة إلى أن البرنامج الوطني للتطعيم في قبرص يوصي بتطعيم البالغين الذين تتجاوز أعمارهم الستين عاماً ضد الهربس النطاقي. يُقدَّم هذا التطعيم مجاناً، ويُشجَّع المهتمون على التواصل مع طبيبهم الشخصي للحصول على مزيد من المعلومات.
ما هو القوباء المنطقية؟
القوباء المنطقية هو مرض مؤلم تسببه عملية إعادة تنشيط لفيروس الحماق النطاقي. بعد تعافي الشخص من جدري الماء، يبقى الفيروس كامناً في الجسم، وقد ينشط مرة أخرى بعد سنوات نتيجة لضعف الجهاز المناعي الطبيعي الذي يحدث مع التقدم في السن.
تبدأ أعراضه عادةً بألم، أو شعور بالحرقة أو الوخز في جانب واحد من الجسم، غالباً في منطقة الصدر، أو البطن، أو الوجه. بعد بضعة أيام، يظهر طفح جلدي أو مجموعة من البثور على شكل شريط على الجلد. غالباً ما يوصف الألم بأنه لاذع أو حارق أو ثاقب.
أفاد بعض المرضى أن مجرد ملامسة الملابس للجلد يصبح أمراً لا يُطاق. وقد تشمل الأعراض الأخرى الحكة، والصداع، والشعور بالتعب، والحمى، والحساسية للضوء.
في حين يتعافى معظم المصابين تماماً من الفيروس، فإن حوالي 20% من المرضى فوق سن الخمسين سيعانون من آلام عصبية مستمرة (تُعرف بالألم العصبي التالي للهربس) لعدة أشهر أو حتى سنوات بعد اختفاء الطفح الجلدي الأولي.
على الرغم من أنها نادرة، قد تشمل المضاعفات الأخرى للهربس النطاقي العمى، أو العدوى الثانوية، أو الالتهاب أو التورم في الرئتين، أو الدماغ، أو الكبد، وقد تؤدي إلى الوفاة بسبب مضاعفات المرض.
عوامل الخطر الرئيسية
يُعدّ العمر عامل الخطر الرئيسي والأكثر أهمية. يزداد معدل الإصابة بالقوباء المنطقية مع التقدم في السن، مع ارتفاع حاد في خطر الإصابة بعد سن الخمسين والستين. وكلما تقدم العمر، زاد خطر الإصابة حتى لو كان الشخص يتمتع بصحة جيدة بشكل عام.
وعلى الرغم من أن الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة مثل مرض السكري، أو أمراض القلب، أو أمراض الكلى، قد يكونون أكثر عرضة للمضاعفات، إلا أن أولئك الذين لا يعانون من أي تشخيصات سابقة ليسوا مستثنين، حيث يزداد خطر إصابتهم بالهربس النطاقي بشكل حاد بعد سن الخمسين.
يتم تشجيع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً على البحث عن المعلومات الكافية، وفهم المخاطر الشخصية التي يتعرضون لها، والتحدث مع طبيبهم الشخصي حول مرض الهربس النطاقي.
ويمكن للطبيب تقديم المشورة بشأن التدابير الوقائية، مثل التطعيم ضد القوباء المنطقية، والذي تم إدراجه في قبرص ضمن برنامج التطعيم الوطني من خلال النظام الصحي العام ويُقدم مجاناً للبالغين فوق سن 60 عاماً، وكذلك للبالغين المعرضين لخطر متزايد للإصابة.
إن التحدث مع الطبيب هو أفضل وسيلة للحفاظ على صحتك ومناقشة خيارات الوقاية المتاحة.

تعليقات
إرسال تعليق