بورتسودان، السودان – 13 أكتوبر 2025
في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز قدراتها الدفاعية والجوية في ظل استمرار الصراع، أعلنت سلطة بورتسودان عن توقيع اتفاقية عسكرية جديدة وكبيرة مع جمهورية باكستان الإسلامية. تم توقيع الاتفاقية عبر منظومة الصناعات الدفاعية السودانية، وبلغت قيمتها الإجمالية 230 مليون دولار أمريكي. تشمل الصفقة توريد مجموعة متنوعة من العتاد العسكري الباكستاني، على رأسها الطائرات الحربية، والطائرات المسيّرة، والآليات المدرعة.
جاء هذا التوقيع تتويجاً لزيارة رسمية إلى العاصمة الباكستانية، إسلام أباد، قادها وفد رفيع المستوى. ترأس الوفد الفريق أول ميرغني إدريس، مدير منظومة الصناعات الدفاعية، والذي يُعد شخصية محورية تخضع حاليًا لعقوبات أميركية وأوروبية. ضم الوفد أيضاً قيادات عسكرية وأمنية بارزة، من بينهم الفريق ركن مجدي إبراهيم، والفريق ركن محمد علي صبير، والعميد ركن المعتصم عبدالله الحاج، بالإضافة إلى العقيد مهندس عبدالعليم الطيب العوض، الرئيس التنفيذي لمجموعة صآفات للطيران، مما يشير إلى الأهمية الاستراتيجية لهذه الصفقة لمستقبل القوات المسلحة السودانية.
خلفية الصفقة وتعديلاتها الفنية
تجدر الإشارة إلى أن هذه الصفقة الجديدة تأتي كصيغة معدلة لاتفاق سابق كان قد تم تعليقه بسبب عقبات فنية وسياسية معقدة. كانت الصفقة السابقة تواجه تحديات أبرزها رفض الصين تصدير منظومات الدفاع الجوي المتقدمة HQ-9 وHQ-16، بالإضافة إلى تعذر حصول باكستان على مكونات حيوية لطائرات ميغ-21 من دول ثالثة لتحديثها أو توريدها للسودان. هذه العقبات فرضت ضرورة إعادة صياغة الاتفاقية بالكامل، مع التركيز على مكونات بديلة ومتاحة فورياً لضمان استمرارية التوريد وتلبية الحاجة الملحة للجيش السوداني.
تفاصيل العتاد العسكري المشمول في العقد
يُظهر العقد الجديد تركيزاً على تعزيز القوة الجوية الخفيفة وقدرات المراقبة والقتال غير المأهولة، إلى جانب تعزيز قدرات النقل والحماية البرية. وتشمل تفاصيل المعدات التي سيتم توريدها ما يلي:
30 طائرة تدريب/هجومية من طراز K-8: تعتبر هذه الطائرة متعددة المهام ومناسبة لتدريب الطيارين وكذلك لتنفيذ مهام الدعم الجوي القريب والضربات الهجومية الخفيفة، مما يشكل إضافة نوعية للقوات الجوية في مواجهة حرب العصابات والميليشيات.
40 طائرة مسيّرة من طراز Shahpar2: هذه المسيّرات ذات الكفاءة العالية يُتوقع أن تعزز من قدرات الاستطلاع والمراقبة المتوسطة المدى، وربما القدرة على حمل ذخائر خفيفة للمهام القتالية.
200 طائرة مسيّرة من طراز MR-10: يُرجح أن تكون هذه المسيّرات صغيرة الحجم وذات تكلفة منخفضة، مما يتيح استخدامها في المهام التكتيكية القريبة، والمراقبة المباشرة، أو كطائرات انتحارية (كاميكازي)، وهي تكتيكات أثبتت فعاليتها في الصراعات الحديثة.
230 آلية مدرعة من طراز ASV MOHAFIZ-IV: هذه الآليات المدرعة المخصصة لنقل الأفراد أو الاستطلاع توفر حماية معززة ضد الألغام والعبوات الناسفة والأسلحة الصغيرة، مما يعزز قدرة الجيش على المناورة وتأمين القوافل في مناطق النزاع.
آليات التسليم والآثار اللوجستية
تم الاتفاق على آليات تسليم واضحة لهذه الشحنة الكبيرة من الأسلحة. سيتم تسليم الطائرات والعربات المدرعة إلى ميناء بورتسودان الذي يُعد المنفذ البحري الرئيسي والآمن حالياً للحكومة السودانية. بينما سيتم تسليم المسيّرات إلى قاعدة وادي سيدنا الجوية التي تعد أحد القواعد العسكرية الرئيسية للقوات المسلحة السودانية بالقرب من أم درمان. ويخضع هذا التوريد لجدول زمني متفق عليه بين الطرفين لضمان وصول العتاد في الوقت المناسب لدعم جهود الجيش.
تؤكد هذه الصفقة على استمرار سعي السودان، من خلال السلطة القائمة في بورتسودان، لتعزيز قوته العسكرية والبحث عن شركاء استراتيجيين لتجاوز القيود التي تفرضها العقوبات الدولية. كما تعكس التزام باكستان، كأحد أبرز مصدري المعدات الدفاعية في المنطقة، بمواصلة علاقاتها العسكرية مع السودان رغم الضغوط الدولية المفروضة على كبار المسؤولين المشاركين في توقيع العقد.
تعليقات
إرسال تعليق