الخطة الأوروبية-القبرصية الطموحة: تسريع عمليات 'إعادة' طالبي اللجوء من قبرص قبل نهاية 2025.

الخطة الأوروبية-القبرصية الطموحة: تسريع عمليات 'إعادة' طالبي اللجوء من قبرص قبل نهاية 2025.
الخطة الأوروبية-القبرصية الطموحة: تسريع عمليات 'إعادة' طالبي اللجوء من قبرص قبل نهاية 2025.

 بعد سنوات من التعامل مع وضع اللجوء كـ "أزمة مستمرة"، قررت نيقوسيا اتخاذ إجراءات حاسمة، بالاعتماد على دعم غير مسبوق من الاتحاد الأوروبي، لإطلاق "الخطة الأوروبية-القبرصية الطموحة". الهدف واضح ومحدد بإطار زمني صارم: تسريع عمليات "إعادة" طالبي اللجوء الذين رُفضت طلباتهم، والوصول إلى معدلات ترحيل قياسية قبل نهاية عام 2025.

تعكس هذه الخطة إدراكاً بأن قبرص، وهي الدولة صاحبة أعلى نسبة طلبات لجوء للفرد في الاتحاد الأوروبي، لا يمكنها الاستمرار في تحمل هذا العبء لوحدها. الشراكة مع بروكسل لم تعد مجرد طلب، بل أصبحت ضرورة لوجستية وسياسية.

تحويل الإجراءات إلى إنهاء ملفات

يكمن جوهر الخطة الطموحة في تحويل العملية البيروقراطية الطويلة إلى آلية فعالة لإنهاء الملفات. وهنا يبرز دور الدعم الأوروبي في الجانب الإجرائي:

  • الخبرة المتخصصة: تقدم وكالة اللجوء الأوروبية (EUAA) الفرق المتخصصة لـ "مراجعة" وتسريع عملية البت في الطلبات. التركيز هنا على الطلبات التي لا تثبت فيها الحاجة للحماية الدولية، ليتم رفضها بسرعة فائقة ومقاومة للطعون القانونية.

  • تقليص فترة الانتظار: الهدف هو تقليل الوقت الفاصل بين رفض الطلب وتنفيذ أمر العودة إلى بضعة أسابيع، بدلاً من أشهر أو سنوات. هذه السرعة تُعدّ رادعاً للمهاجرين وتُخفف الضغط عن مراكز الإيواء.

إعادة القبول: العقبة اللوجستية الكبرى

لطالما كان العائق الأكبر أمام أي خطة ترحيل هو صعوبة إقناع دول المنشأ بقبول مواطنيها، بالإضافة إلى التكاليف الباهظة للرحلات الجوية. هنا تتدخل الشراكة الأوروبية لتذليل العقبات اللوجستية والمالية:

  1. الضغط الدبلوماسي الأوروبي: يستخدم الاتحاد الأوروبي ثقله السياسي لـ تسريع مفاوضات اتفاقيات إعادة القبول مع الدول الرئيسية التي يأتي منها طالبو اللجوء. هذا يمنح قبرص الأساس القانوني اللازم للترحيل الجماعي.

  2. تمويل عمليات العودة: تُخصص الأموال الأوروبية لتمويل رحلات "العودة المنظمة" والجماعية، مما يسمح لقبرص بتسيير رحلات جوية متكررة ومكلفة لـ إعادة مجموعات كبيرة، بدلاً من الاعتماد على الترحيلات الفردية البطيئة.

رسالة واضحة قبل نهاية 2025

الخطة، بجميع جوانبها، تهدف إلى إرسال رسالة واضحة وحاسمة قبل انتهاء عام 2025: قبرص لم تعد مكاناً يمكن لطالب اللجوء المرفوض أن يستقر فيه لفترات طويلة.

رغم طموح الخطة، تبقى التحديات قائمة. فالتوازن بين سرعة الإجراءات والحاجة لضمان حقوق الإنسان وعدم الإعادة القسرية يبقى دقيقاً ويتطلب مراقبة مستمرة. لكن في سباقها مع الزمن ومع الأعداد، تبدو قبرص مصممة على استخدام كل أداة أوروبية تحت تصرفها لتنفيذ هذه "الإعادة" الطموحة وإعادة تشكيل ديموغرافية اللجوء على أرضها.

هل ستنجح نيقوسيا في الوصول إلى خط النهاية قبل الموعد المحدد؟ هذا ما سيكشفه حجم الأرقام بنهاية عام 2025.


تعليقات