تُعد قبرص، نظرًا لموقعها الجغرافي الاستراتيجي كبوابة بين الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا، نقطة جذب رئيسية لشبكات الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين. تُعتبر هذه الأنشطة من أبرز أشكال الجريمة المنظمة في الجزيرة، وتثير قلقًا كبيرًا لدى السلطات المحلية والدولية.
الاتجار بالبشر:
أنواع الاستغلال: تتعدد أشكال الاستغلال في حالات الاتجار بالبشر في قبرص، وتشمل بشكل رئيسي:
الاستغلال الجنسي: وهو الأكثر شيوعًا، ويستهدف النساء والفتيات بشكل خاص، وغالبًا ما يتم في مؤسسات الحياة الليلية أو صالونات التدليك.
العمل القسري: حيث يتم إجبار الضحايا على العمل في ظروف سيئة للغاية، بأجور زهيدة أو بدون أجور على الإطلاق. يشمل هذا قطاعات مثل الزراعة، والبناء، والعمل المنزلي (عمال المنازل الوافدون معرضون بشكل خاص للاستغلال).
الزواج القسري والتسول القسري والأنشطة الإجرامية القسرية.
الضحايا: غالبية الضحايا هم من الرعايا الأجانب، وإن كان هناك بعض الضحايا القبارصة أيضًا. غالبًا ما يكونون من الشباب، وأحيانًا الأطفال، ويكونون في وضع يائس يبحثون عن فرص لكسب لقمة العيش.
الإجراءات الحكومية لمكافحة الاتجار بالبشر:
قبرص لديها قانون لمكافحة الاتجار بالبشر (القانون رقم 3 (1) لسنة 2000).
تعمل الحكومة على تحديد الضحايا وتوفير الحماية والمساعدة لهم، بما في ذلك توفير المأوى والدعم النفسي.
هناك جهود مستمرة لزيادة التحقيقات والملاحقات القضائية والإدانات للمتجرين بالبشر.
في عام 2023، أطلقت الحكومة وحدة جديدة مخصصة لمساعدة ضحايا الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي.
تهريب المهاجرين:
الموقع الاستراتيجي: قبرص، كدولة عضو في الاتحاد الأوروبي، تُعد نقطة جذب للمهاجرين الباحثين عن اللجوء أو فرص أفضل، خاصة أولئك القادمين من سوريا ولبنان وتركيا.
شبكات التهريب: تستغل الجماعات الإجرامية المنظمة يأس المهاجرين، وتقدم لهم وعودًا بحياة أفضل في الاتحاد الأوروبي، ولكن غالبًا ما تكون الرحلات محفوفة بالمخاطر.
التحديات:
يواجه تطبيق القانون والقضاء في قبرص تحديات كبيرة في التحقيق في قضايا تهريب المهاجرين وملاحقة الجناة، مع ضمان حقوق المهاجرين في نفس الوقت.
وصل عدد كبير من طالبي اللجوء، مما يضع ضغطًا على نظام اللجوء واللاجئين في البلاد.
هناك تقارير عن ممارسات مثيرة للجدل، مثل إعادة المهاجرين إلى المنطقة العازلة (الخط الأخضر) أو ترحيلهم، مما يثير مخاوف بشأن احترام حقوق الإنسان والوصول إلى إجراءات اللجوء.
جهود المكافحة:
تكثف السلطات القبرصية جهودها لمكافحة شبكات التهريب التي تعرض حياة المهاجرين للخطر.
تم تنفيذ عمليات لضبط المهربين واعتقال المشتبه بهم. على سبيل المثال، في أغسطس 2023، اعتقلت الشرطة خمسة سوريين للاشتباه في تورطهم في تهريب مهاجرين.
تعمل قبرص على زيادة عمليات إعادة المهاجرين وطالبي اللجوء إلى بلدانهم الأصلية.
باختصار، يعتبر الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين تحديين كبيرين لقبرص، مع وجود جهود مستمرة من قبل السلطات لمكافحتهما، لكن الشبكات الإجرامية تواصل استغلال الظروف الجغرافية والاقتصادية والبشرية الهشة.
تعليقات
إرسال تعليق