الجالية السورية في قبرص: الأكبر والأقل تنظيمًا
تُعد الجالية السورية بالفعل أكبر جالية عربية في قبرص. يعود هذا بشكل كبير إلى الأزمة السورية المستمرة والوضع الجغرافي لقبرص كأقرب دولة عضو في الاتحاد الأوروبي إلى سوريا ولبنان. يصل الآلاف من السوريين إلى قبرص سنويًا بحثًا عن اللجوء أو فرص حياة أفضل.
مع ذلك، وكما ذكرت، غالبًا ما توصف هذه الجالية بأنها الأقل تنظيمًا وإدارة مقارنة بغيرها من الجاليات. هناك عدة أسباب محتملة لذلك:
طبيعة الوافدين: جزء كبير من الوافدين السوريين هم من طالبي اللجوء الذين يفرون من ظروف صعبة، وليسوا مهاجرين مخططين للهجرة بهدف الاستقرار والعمل بشكل منظم. هذا يجعلهم أقل قدرة على الانخراط في تأسيس هياكل مجتمعية منظمة فور وصولهم.
الوضع القانوني والاندماج: يواجه العديد من السوريين تحديات كبيرة في الحصول على وضع قانوني مستقر أو تصاريح عمل، مما يعيق قدرتهم على الاندماج الكامل في المجتمع القبرصي والمشاركة في مبادرات التنظيم الذاتي.
التركيز على البقاء: بالنسبة للكثيرين، يكون التركيز الأساسي هو تلبية الاحتياجات الأساسية للبقاء على قيد الحياة وتأمين وضعهم، وليس بناء هياكل مجتمعية معقدة.
غياب الدعم الكافي: قد يكون هناك نقص في الدعم والموارد المخصصة لمساعدة هذه الجالية على تنظيم نفسها وإنشاء منظمات تمثل مصالحها بفعالية.
التشتت الجغرافي: على الرغم من أنهم يتركزون في المدن الكبرى، إلا أن أعدادهم الكبيرة قد تكون متناثرة نسبيًا، مما يجعل عملية التنظيم المركزي أكثر صعوبة.
الاعتماد على المساعدات: يعتمد عدد كبير من طالبي اللجوء السوريين على المساعدات الحكومية أو المنظمات غير الحكومية، مما قد يقلل من الحاجة الملحة للتنظيم الذاتي لتمثيل مصالحهم.
في المقابل، قد تكون الجاليات العربية الأخرى في قبرص أصغر حجمًا ولكنها أكثر تنظيمًا، خاصة إذا كانت تتألف بشكل أساسي من مهنيين، أو طلاب، أو رجال أعمال لديهم موارد واستقرار أكبر يتيح لهم إنشاء جمعيات وروابط مجتمعية.
تعتبر مساعدة الجالية السورية على تحقيق تنظيم أفضل أمرًا بالغ الأهمية، ليس فقط لمصالح أفراد الجالية، بل أيضًا لتسهيل الاندماج وتعزيز التواصل مع السلطات القبرصية والمجتمع المحلي.
تعليقات
إرسال تعليق