مقطع فيديو لتدخل الشرطة الإيطالية بأحد مراكز إعادة التوطين يثير جدلا مع وزارة الداخلية

مقطع فيديو لتدخل الشرطة الإيطالية بأحد مراكز إعادة التوطين يثير جدلا مع وزارة الداخلية
مقطع فيديو لتدخل الشرطة الإيطالية بأحد مراكز إعادة التوطين يثير جدلا مع وزارة الداخلية


 ثار مقطعٌ لفيديو، يظهر مهاجراً يزعم أنه تعرض للضرب على أيدي رجال شرطة يرتدون معدات مكافحة الشغب، في مركز إيطالي للاحتجاز ما قبل الترحيل في غراديسكا ديسونزو، جدلا داخل وزارة الداخلية، بينما تستمر قيادة الشرطة المركزية في نفي وقوع الحادث من الأساس.

أثار مقطع فيديو لضرب مزعوم داخل مركز احتجاز ما قبل الترحيل للمهاجرين، في بلدة غراديسكا ديسونزو بمنطقة فريولي فينيتسيا جوليا شمال شرق إيطاليا، جدلا حادا على أعلى المستويات. وطلبت أحزاب المعارضة، من وزير الداخلية ماتيو بيانتيدوسي توضيح ما حدث، بينما نفت قيادة الشرطة المركزية "حصول أي ضرب" على الإطلاق.

الشرطة تروي جانبها من القصة

وزعمت حركة "لا لمراكز الاحتجاز ما قبل الترحيل "، التي نشرت الخبر واللقطات، أن الرجل تعرض للضرب، إلا أن الفيديو المنشور يظهر ضباط أمن بملابس مكافحة الشغب، وهم يجبرون أحد المعتقلين على دخول غرفة، وهو ما يدفع حقيقة على الاعتقاد أن المعتقلين حاولوا التسرب والهروب من المرافق عدة مرات في الأسابيع الأخيرة.

لكن ما يثير الشك هو أن الرجل لا يبدو مثيرا للمشاكل أو يشكل خطورة، بل كان يرتدي ملابسه الداخلية فقط، وفي صورة منفصلة ثانية يظهر مهاجر ووجهه ملطخ بالدماء.

ورغم ذلك، قالت قيادة الشرطة المركزية إن حادث 5 حزيران/ يونيو الحالي كان كالتالي: "خلال تمرد مع إشعال النيران من قبل المحتجزين (في المرافق)، تدخلت شرطة الولاية، بدعم من الشرطة المالية، لإعادة النظام".

وأوضحت الشرطة، أن العاملين في المنشآت تم استهدافهم بإلقاء الزجاجات والفواكه والأشياء الأخرى عليهم، واضطروا للتعامل مع أعمال منسقة، تهدف إلى الإخلال بالنظام.

وفي خضم ذلك، تمت إعادة المحتجزين إلى غرفهم، كما هو مسجل في الفيديو الذي يظهر رجلا عاري الصدر يتم اصطحابه إلى غرفته.

وزعمت قيادة الشرطة، في بيانها أن هذه اللقطات لم تكن مرتبطة بالحادث الثاني المسجل، والذي يُرى فيه نفس الرجل على الأرض مبللا.

وأضافت أنه "بعد حوالي ساعة، تم علاج نفس الأجنبي في النقطة الطبية لمركز الاحتجاز، ووفقا لشهادته وكما هو موثق، فإن الإصابة التي لحقت به (جرح سطحي بطول 2 سم في رأسه) كانت ناجمة عن سقوط عرضي"، وبالتالي "لم يكن هناك أي ضرب داخل المنشآت، ولا يوجد أي دليل" على ذلك.

مرصد مراقبة القمع (Osservatorio Repressione)، قال في تغريدة نشرها على موقعه عبر منصة إكس (تويتر سابقا) " في مركز مدينة غراديسكا دي إيسونزو (غوريزيا)، طاردت الشرطة بملابس مكافحة الشغب مهاجرًا ثم تعرضت له بالضرب".

وأضاف مرصد مراقبة القمع أن"الفيديو لا يُسجل ما حدث، لكن الصوت واضح، مع أصوات عالية جدًا وصرخات ألم صادرة من تلك الغرفة".

المعارضة تطالب وزير الداخلية بتقديم توضيحات

أحزاب المعارضة دعت الحكومة إلى تقديم توضيحات، لأنها لا تصدق رواية الشرطة للحادث. وقال النائب عن تحالف الخضر واليسار أنجيلو بونيلي، إنه "يجب على الحكومة توضيح ما حدث على الفور، فلا يمكن أن يكون الرد على الاحتجاجات على الظروف الصحية السيئة للغاية من قبل أشخاص، في جميع الأحوال، محتجزين في مراكز الاحتجاز، عن طريق الهراوات".

وأردف أن "مراكز الاحتجاز هي أماكن احتجاز للمهاجرين، الذين لم يرتكبوا أي جرائم، وصور الشرطة بمعدات مكافحة الشغب ومهاجر وجهه مغطى بالدماء غير مقبولة لدولة يحكمها القانون، ويجب على الوزير بيانتيدوسي أن يشرح ما حدث".

ورددت ديبورا سيراكياني، المسؤولة عن شؤون العدل في الحزب الديمقراطي، كلماته ووصفت الحادث بأنه "خطير للغاية، ويجب شرحه قريبا بالتفصيل"، مؤكدة أنه "يجب إغلاق المركز، بسبب ظروفه المعيشية والعملية القاسية".

وفي نفس السياق، قالت ليندا توماسينسيغ، مسؤولة الهجرة في منطقة فريولي فينيتسيا جوليا التابعة للحزب الديمقراطي، وعمدة غراديسكا ديسونزو السابقة، إن الفيديو "يظهر ما يحدث كل يوم تقريبا في هذا المكان، الذي يطغى عليه اليأس والعنف وظروفه سيئة للغاية، حيث تم تسجيل احتجاجات وأضرار وأفعال إيذاء للذات في الأسابيع الأخيرة".

بينما أكد جيانفرانكو سكيافوني ، رئيس الكونفدرالية الإيطالية للتضامن، "أننا نواجه وضعا خارجا عن السيطرة منذ فترة طويلة، وهو ما لا يثير دهشتي، فجميع الدراسات والتقارير في هذه السنوات، وآخرها للجنة الأوروبية لمنع التعذيب، ألقت الضوء على نفس الأشياء بالضبط، فمراكز الاحتجاز هي أماكن عنف يستحيل فيها الامتثال لسيادة القانون". 


تعليقات