وُلد زهران ممداني ونشأ في أوغندا لأب أكاديمي من أصول هندية هو المؤرخ محمود ممداني، وأم هندية هي المخرجة السينمائية الشهيرة ميرا نايير. وانتقل مع أسرته في سن السابعة إلى نيويورك، حيث نشأ في بيئة متعددة الثقافات، ومشحونة بأسئلة الهوية والانتماء والعدالة.
تأثر ممداني بتجربة والده الفكرية وأعمال والدته الفنية، ليوجّه لاحقا بوصلته نحو القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تمس الفئات المهمشة. فقد انخرط مبكرا في العمل الميداني، ونشط في الحملات التي تطالب بإصلاح قوانين السكن وإلغاء ديون الطلاب، قبل أن يُنتخب عام 2020 عضوا في الجمعية التشريعية لولاية نيويورك عن منطقة أستوريا.
ينتمي زهران ممداني إلى التيار الديمقراطي الاشتراكي، وهو الجناح اليساري داخل الحزب الديمقراطي الذي يعتبر السيناتور بيرني ساندرز من أبرز وجوهه.
وينتقد بشدة سياسات الاحتلال الإسرائيلي ويصف الحرب على قطاع غزة بـ"الإبادة الجماعية"، مما يضعه في مرمى انتقادات المحافظين ويؤثر على مصيره في الانتخابات في ظل وجود 16% من الناخبين اليهود بالمدينة.
ففي عام 2021، كان أحد الأصوات القليلة في الجمعية التشريعية التي طالبت بوقف تمويل الشرطة التي تتعاون مع الجيش الإسرائيلي، كما شارك في فعاليات مناصرة لفلسطين في نيويورك، وصوّت لاحقا ضد تشريعات يرى أنها تقيّد حرية التعبير الداعمة لحركة المقاطعة "بي دي إس".
تساءلت صحيفة واشنطن بوست عن هذا الوافد الجديد على الساحة السياسية الذي قلب المرحلة الأخيرة من حملة الانتخابات التمهيدية الديمقراطية لعمدة نيويورك رأسا على عقب، حاصدا قاعدة جماهيرية ضخمة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وعرفت الصحيفة هذا الوافد -في تقرير بقلم مايف ريستون- بأنه عضو مجلس ولاية نيويورك زهران ممداني، الاشتراكي الديمقراطي البالغ من العمر 33 عاما، وأوضحت أنه جذب أصواتا واسعة من الناخبين الشباب من خلال دفاعه عن سياسات اليسار.
وتصدر ممداني السباق بعد فرز الجولة الأولى من الأصوات أمس الثلاثاء، وهو الآن يستعد لتحقيق مفاجأة كبيرة على حساب الحاكم السابق أندريو كومو (67 عاما) الذي اعتراف بالهزيمة أمامه، في منافسة تحسم من خلال التصويت التفضيلي، حسب الصحيفة.
ومع أن الإعلان عن النتائج النهائية لن يكون قبل الأسبوع المقبل، فإن ممداني الذي سيكون أول عمدة مسلم للمدينة، نال إشادة احتفالية من المؤيدين له، وهو يحظى بدعم السيناتور المستقل بيرني ساندرز والنائبة الديمقراطية ألكساندريا أوكاسيو كورتيز.

ويتبنى ممداني أجندة تركز على خفض التكاليف التي يقول إنها "تسحق العمال"، ودعا إلى تجميد تكاليف الإيجار للمستأجرين المستقرين، وجعل أجرة حافلات المدينة مجانية، وتوفير رعاية عامة للأطفال دون سن السادسة، وإنشاء متاجر بقالة مملوكة للمدينة تشتري وتبيع بأسعار الجملة.
ويقول هذا الديمقراطي الذي يدعو إلى رفع الحد الأدنى للأجور إلى 30 دولارا في الساعة بحلول عام 2030، إنه سيمول خططه برفع معدل ضريبة الشركات إلى 11.5%، وفرض ضريبة ثابتة بنسبة 2% على سكان نيويورك الذين يكسبون أكثر من مليون دولار سنويا.
كاريزما قوية
وقالت الصحيفة إن صعود ممداني المفاجئ كان مدعوما جزئيا بحملة شرسة على وسائل التواصل الاجتماعي، أتاحت له الوصول إلى العديد من الناخبين في جميع أنحاء المدينة ممن لم يكونوا مهتمين بالسياسة، وشرح أفكاره في مقاطع فيديو قصيرة، وانتقد بشدة تأثير المال الكبير في السياسة، مسلطا الضوء على كيفية تمويله حملته الانتخابية من خلال متبرعين صغار.

وكان ممداني من أشد منتقدي الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، وقد أثار جدلا -حسب الصحيفة- برفضه إدانة شعار "عولمة الانتفاضة" التي يرى فيها بعض اليهود تحريضا على العنف ضدهم، في حين يرى فيها كثير من الفلسطينيين احتضانا لنضالهم من أجل وطنهم.
تعليقات
إرسال تعليق