ملاحظات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمات أخرى
تدعو المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى إجراءات عادلة وسريعة وفعالة لفحص طلبات اللجوء، والحفاظ على نظام اللجوء لأولئك الذين يحتاجون إلى حماية دولية.
5. السياسة الحكومية والتعاون الدولي
موقف الحكومة القبرصية واستراتيجيتها (2024-2025)
صرح الرئيس نيكوس خريستودوليدس في مايو 2025 بأن الانخفاض الكبير في التدفقات غير النظامية وارتفاع معدلات عودة المهاجرين يؤكدان صحة سياسة الدولة.
تظهر البيانات أن طلبات اللجوء الجديدة انخفضت من حوالي 1800 طلب شهريًا في مارس 2023 إلى 257 طلبًا شهريًا حاليًا.
تهدف استراتيجية جديدة متعددة الجوانب إلى معالجة الهجرة غير النظامية مع توفير احتياجات المهاجرين المقيمين بشكل قانوني.
دور وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء (EUAA)
تلعب وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء (EUAA) دورًا رئيسيًا في مساعدة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على وضع الأساس وتحسين استجابات الحماية.
يحدد خطة العمليات لوكالة الاتحاد الأوروبي للجوء لقبرص للفترة 2025-2026 إطارًا لتقديم المساعدة التشغيلية والفنية لقبرص، مع التركيز على زيادة القدرة المؤسسية والاستجابة للسلطات الوطنية في مجال اللجوء والاستقبال بما يتماشى مع نظام اللجوء الأوروبي المشترك (CEAS).
دور المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمات غير الحكومية الأخرى
تتواجد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وشريكها الرئيسي من المنظمات غير الحكومية ماديًا في بورنارا لمساعدة السلطات في ضمان ظروف استقبال كافية لطالبي اللجوء والمجموعات الضعيفة.
تعمل منظمات مثل كاريتاس قبرص أيضًا على مساعدة المهاجرين واللاجئين، وخاصة أولئك الذين لا يتحدثون اليونانية وليس لديهم شبكة حماية.
6. ردود الفعل العامة والمحلية
الرأي العام والمشاعر المعادية للمهاجرين (2024-2025)
في عام 2024، لم يكن السكان القبارصة ينظرون بعين الرضا إلى العدد الكبير من المهاجرين الذين بقوا في الجزيرة دون تصاريح إقامة.
يُلاحظ أن العديد من المهاجرين واللاجئين، بمجرد أن تصبح وثائقهم جاهزة، يختارون مغادرة قبرص للانتقال إلى أي دولة أوروبية أخرى.
الاحتجاجات والنشاط الاجتماعي (2022-2024)
في أكتوبر 2022، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مهاجرين نيجيريين ومن جمهورية الكونغو الديمقراطية داخل بورنارا بسبب الاكتظاظ الشديد.
دور المنظمات الدينية والإنسانية
تشارك الكنيسة الكاثوليكية الصغيرة ولكن النابضة بالحياة في قبرص (التي يغلب عليها المسيحيون الأرثوذكس) بنشاط في مساعدة المهاجرين واللاجئين، حتى أنها تفتح ملاجئ تعيد خلق بيئات عائلية للحماية والتعليم.
تتعاون كاريتاس قبرص مع المبادرات الرعوية والمتطوعين للاستجابة لاحتياجات المحتاجين.
7. الخلاصة
يظل مركز بورنارا لاستقبال المهاجرين في قبرص نقطة محورية في إدارة تدفقات الهجرة، ولكنه يواجه تحديات هيكلية عميقة ومستمرة. على الرغم من الجهود المبذولة لتوسيع القدرة الاستيعابية وتحسين البنية التحتية، لا يزال الاكتظاظ والظروف المعيشية دون المستوى المطلوب يمثلان مشكلة رئيسية، مما يؤثر سلبًا على صحة وكرامة طالبي اللجوء، وخاصة الفئات الضعيفة مثل الأطفال غير المصحوبين.
لقد أدت التغييرات في السياسات، مثل تعليق معالجة طلبات اللجوء للسوريين وتأخير الوصول إلى سوق العمل، إلى تفاقم الوضع القانوني والاقتصادي لطالبي اللجوء، مما يزيد من اعتمادهم ويحد من فرصهم في الاندماج. وتثير هذه السياسات، إلى جانب التقارير عن عمليات الإعادة القسرية والاحتجاز الفعلي، مخاوف جدية بشأن التزام قبرص بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
تؤكد ملاحظات المنظمات الدولية مثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ووكالة الاتحاد الأوروبي للجوء على الحاجة الملحة لإصلاحات نظامية شاملة تتجاوز مجرد التحسينات المادية. يجب أن تركز هذه الإصلاحات على تسريع إجراءات اللجوء، وتوفير حماية كافية للفئات الضعيفة، وضمان الوصول العادل إلى الحقوق الأساسية، وتطوير مسارات اندماج فعالة.
إن التوترات الاجتماعية والاحتجاجات داخل المخيم، بالإضافة إلى المخاوف التي أبدتها جمعيات أصحاب العمل، تسلط الضوء على التعقيدات المتعددة الأوجه لهذه الأزمة. على الرغم من أن الحكومة القبرصية تؤكد أن سياستها الهجرية "صحيحة" وتلقى إشادة من المفوضية الأوروبية، فإن الواقع على الأرض يشير إلى أن هناك حاجة ماسة إلى نهج أكثر توازناً وإنسانية يراعي حقوق الأفراد مع تلبية احتياجات المجتمع المضيف. يتطلب المستقبل التزامًا مستمرًا بالتعاون الدولي، ووضع حقوق الإنسان في صميم جميع السياسات، لضمان معالجة شاملة ومستدامة لتحديات الهجرة في قبرص.
تعليقات
إرسال تعليق