السودان: دعوات لإنهاء الحرب وتوحيد الجهود لمواجهة الكوارث المتفاقمة
في حوار أجرته قناة الجزيرة ورصدته "أخبار السودان"، ناقش مبارك الفاضل، رئيس حزب الأمة السوداني، ومبارك أردول، رئيس التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية، الأوضاع المتدهورة في السودان، مركزين على الحاجة الملحة للسلام الشامل والتحديات الراهنة.
العقوبات الدولية وضرورة التحرك المدني
صرح مبارك الفاضل بأن السودان يواجه خطرًا حقيقيًا، محذرًا من أن العودة إلى العقوبات الدولية ستكون "كارثية". وأكد على ضرورة حذر التعامل مع الوضع الحالي، وحث القوى المدنية على المبادرة نحو تشكيل حكومة موحدة وشاملة. كما دعا الفاضل القوات المسلحة إلى التراجع عن تصعيد الأوضاع، مشددًا على أن الحل يجب أن يكون سياسيًا لا عسكريًا. وأشار إلى تطلع الشعب السوداني لحلول جذرية للأزمة، سواء من خلال تشكيل حكومة انتقالية أو الدعوة لحوار جاد بين جميع الأطراف المعنية.
الفاضل أكد أن العقوبات الأمريكية الأخيرة على الحكومة السودانية تعكس خطورة الوضع، مشيرًا إلى المخاطر المحتملة لعواقب عقوبات جديدة على البلاد، ومشددًا على ضرورة تحقيق شامل لكشف ملابسات الأحداث.
أهمية إعادة بناء الثقة ووقف التحريض الإعلامي
من جانبه، تحدث مبارك أردول عن ضرورة وجود رؤية شاملة لتحقيق السلام في السودان، مؤكدًا أن العسكريين بحاجة لإعادة بناء الثقة مع المواطنين، وأن أي جهد لتحقيق السلام يجب أن يشمل جميع الأطراف دون تمييز.
كما استنكر أردول التحريض الإعلامي واستخدام خطابات الكراهية في الترويج للحرب، مؤكدًا على ضرورة توحيد الجهود بين جميع القوى لتحقيق السلام ووضع حد للفوضى التي تعيشها البلاد.
الصراع على السلطة والحلول السياسية
تمت الإشارة إلى أن الحرب في السودان هي نتيجة لصراع على السلطة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع. ووجهت التعليقات نحو ضرورة التركيز على إيجاد حلول سياسية بديلة، حيث لا يمكن للمواطنين تحمل المزيد من الأذى. كما شدد المتحدثون على أهمية دعم المجتمع الدولي لجهود إنهاء الصراع، مشيرين إلى الدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه الدول خارج السودان في إعادة الاستقرار.
تحديات متعددة وحاجة للتحقيق
يواجه السودان تحديات متعددة تتجاوز الجانب العسكري لتشمل قضايا اقتصادية وإنسانية عميقة، مثل تأمين الغذاء والماء والكهرباء، مما يزيد من معاناة المدنيين. يجب أن يشمل الحل السياسي جميع الأطراف لإيجاد حلول دائمة ومستدامة.
ودعا المتحدثون إلى تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت خلال الحرب. وشدد التحالف على أن أولويات الحكومة يجب أن تركز على الأمن، الغذاء، وعودة الحياة المدنية إلى طبيعتها.
دعوات لوقف إطلاق النار والتحقيق في مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية
تتعرض القوات المدنية في السودان لمعاناة كبيرة، مما يستدعي تدخلات عاجلة لتحقيق الأمن والاستقرار. وتم التأكيد على أن استمرار الحرب سيؤثر سلبًا على النسيج الاجتماعي، مما يجعل الحوار والتفاوض السبيل الوحيد لإنهاء النزاع.
في سياق متصل، دعت قوات الدعم السريع المجتمع الدولي إلى فتح تحقيق مستقل وشفاف حول الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيماوية من قبل الجيش السوداني، مدعيةً أن فحوصات لعينات من التربة والمياه والبقايا المحترقة للجثث تثبت هذا الاستخدام.
كما دعا التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة إلى التواصل مع القوى المدنية لإطلاق عملية سياسية تهدف لوقف الحرب وتحقيق السلام، مشيرًا إلى أن الانقسام الإقليمي والدولي يعيق مبادرات وقف إطلاق النار.
في الختام، أكد الضيوف أن السلام هو الخيار الأمثل لتجنيب السودان المزيد من المعاناة، داعين إلى تكاتف جميع الأطراف لوضع حد لهذه المحنة وضمان مشاركة واسعة في عملية السلام لتحقيق العدل والمساواة.
تعليقات
إرسال تعليق