النظام الإماراتي يفاخر بصداقة إسرائيل أثناء المجازر.. وكاتب إماراتي يحتفي بالتحالف مع الاحتلال

النظام الإماراتي يفاخر بصداقة إسرائيل أثناء المجازر.. وكاتب إماراتي يحتفي بالتحالف مع الاحتلال
النظام الإماراتي يفاخر بصداقة إسرائيل أثناء المجازر.. وكاتب إماراتي يحتفي بالتحالف مع الاحتلال


 في لحظة تراجيدية تختصر حال الانحدار العربي الرسمي، وبينما كانت الطائرات الحربية الإسرائيلية تمطر مستشفى المعمداني في غزة بالقذائف وتُخرجها عن الخدمة بالكامل، لم يجد النظام الإماراتي حرجًا في تهنئة المستوطنين الإسرائيليين بعيد “الفصح” اليهودي.

وبثت السفارة الإماراتية في “تل أبيب” تهنئة رسمية للمحتلين، تزامنًا مع ارتكاب واحدة من أبشع الجرائم ضد المرضى والكوادر الطبية في القطاع المحاصر.

وفي هذا السياق، كتب الكاتب الإماراتي طارق العتيبة تغريدة استفزازية اعتبر فيها أن “السلام الدافئ” بين الإمارات وإسرائيل “نموذج يُحتذى به”، بل وصف العلاقة بين الطرفين بأنها “صداقة بنيّة صادقة”، في تحدٍ صارخ لمشاعر ملايين العرب والمسلمين.

https://x.com/UAEinIsrael/status/1911060280760508518

صداقة مع القتلة.. على جثث الأبرياء

العتيبة، الذي لطالما ارتبط اسمه بدوائر صناعة القرار في أبو ظبي، لم يكن يغرد بشكل شخصي بقدر ما كان يعبّر عن النهج الرسمي الذي تبنّاه النظام الإماراتي منذ توقيعه اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال في 2020. 

وبالنسبة له، فإن استمرار العلاقات مع إسرائيل ليس فقط ضرورة استراتيجية، بل أصبح “قيمة” تروّج على أنها “سلام حضاري”.

لكن هذا السلام يتشكّل على أنقاض القيم العربية، وعلى دماء الأطفال، والكوادر الطبية، والجرحى الذين باتوا يفترشون شوارع غزة بعد قصف مستشفياتهم.

في الوقت الذي كانت فيه فرق الإنقاذ تحاول انتشال المصابين من تحت أنقاض مستشفى المعمداني، كانت سفارة النظام الإماراتي تنشر تغريدة احتفالية تتمنى فيها للمحتلين عيدًا سعيدًا، في مفارقة أخلاقية تعكس حقيقة الانفصال التام بين “الإنسانية” و”الواقعية السياسية” التي يروّج لها النظام.

التطبيع الإماراتي.. مشروع اختراق للمنطقة

ما يجري ليس تطبيعًا فحسب، بل اندماج كامل في المشروع الصهيوني لإعادة تشكيل المنطقة، سياسيًا وأمنيًا وثقافيًا، منذ توقيع “اتفاقيات أبراهام”، دخل النظام الإماراتي في علاقات غير مسبوقة مع الاحتلال، تجاوزت العلاقات الدبلوماسية إلى اتفاقيات أمنية، وتعاون استخباراتي، وتبادل اقتصادي وسياحي، بل وتنسيق إعلامي ممنهج.

وتفيد تقارير إسرائيلية أن مدنًا مثل أبو ظبي ودبي أصبحت الوجهة الأولى للسياح الإسرائيليين، حتى في ذروة الحرب، حيث تستمر الرحلات الجوية، والأنشطة الترفيهية، وكأن الدم الفلسطيني لا يعني شيئًا.

وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد نفسه استقبل قبل أيام وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر، وناقش معه “السلام والاستقرار في المنطقة”، بينما كانت الطائرات ذاتها التي تقلع من تل أبيب تُمطر غزة بالقنابل.

لقاءات في وضح النهار، ومصافحات أمام الكاميرات، ومهرجانات مشتركة، وكل ذلك تحت عنوان “السلام”.

تحريف الوعي وتجميل الاحتلال

الأخطر من كل ذلك، هو ما يقوم به النظام الإماراتي من تحريف للوعي العربي وتجميل لصورة الاحتلال، عبر أبواقه الإعلامية، وكتابه، ومراكز أبحاثه، يتم تسويق إسرائيل كدولة “شريكة” و”حضارية”، بل كصديقة يمكن أن تقود المنطقة نحو التقدم. ويتم تغييب رواية الشعب الفلسطيني تمامًا، بل وقمع الأصوات المتضامنة مع غزة، سواء داخل الإمارات أو عبر منصات التواصل الاجتماعي.

في ظل هذا المناخ، يتحوّل العدوان إلى “أزمة”، والمجازر إلى “صراع”، ويُختزل الاحتلال في مجرد “خلاف سياسي” يمكن حله بالابتسامات الدبلوماسية، وهذا هو جوهر خيانة القضية الفلسطينية: تحويلها من قضية تحرر وحقوق إلى ملف تفاوضي على طاولة الحكومات التطبيعية.

لا سلام مع القتلة.. ولا عذر للخائنين

ما يجري اليوم من تواطؤ إماراتي مع آلة الحرب الإسرائيلية ليس مجرد سياسة خارجية “مستقلة”، بل هو سقوط أخلاقي مدوٍ لا يمكن تبريره بأي منطق.

كيف يمكن لدولة عربية أن تهنئ من يرتكب المجازر؟ كيف يمكن للكاتب الإماراتي أن يصف العلاقة مع الاحتلال بأنها “صداقة صادقة” بينما أطفال غزة يُدفنون تحت الأنقاض؟!

إن السلام الحقيقي لا يكون مع المحتل، ولا مع القاتل، بل مع المظلوم، ومع الشعوب التواقة للحرية. وما يفعله النظام الإماراتي اليوم هو انحياز كامل إلى صف القتلة، وانسلاخ عن تاريخ الأمة ومبادئها.

وإذا كان النظام يراهن على الوقت لنسيان هذه الفضائح، فإن ذاكرة الشعوب لا تنسى. وكل تهنئة بالمجازر، وكل صفقة على حساب الدم، ستُسجل في صفحات العار، مهما حاولوا تزيينها بعبارات “الصداقة” و”السلام”


تعليقات