أثار نبأ وفاة الناشط والمنشد السوري قاسم جاموس، المعروف بلقبي "أبو وطن" و"صدى حوران"، تفاعلا واسعا بين السوريين، الذين عبروا عن "حزنهم العميق لفقدان أحد أبرز الأصوات الثورية التي بقيت صامدة رغم سنوات التهجير والمعاناة" وصولا إلى سقوط النظام وانتصار الثورة السورية.
وتوفي قاسم جاموس أبو وطن في حادث سير على طريق الديماس، في أثناء عودته من بلودان إلى دمشق. ووفق مراسل تلفزيون سوريا، فقد نُقل إلى مستشفى الرازي في العاصمة دمشق بعد إصابته بجروح بالغة، لكنه فارق الحياة متأثرا بإصابته في قسم العناية المركزة. ومن المقرر أن يُنقل جثمانه إلى محافظة درعا، حيث سيوارى الثرى هناك، في مسقط رأسه.
من هو قاسم الجاموس؟
ولد قاسم الجاموس في مدينة داعل بمحافظة درعا عام 1989، وكان من أوائل الذين هتفوا للحرية منذ اندلاع الثورة السورية. وامتلك صوتا جهوريا ظل مرافقا للمتظاهرين في الساحات.
بعد سيطرة نظام الأسد على درعا، هُجّر إلى إدلب، حيث واصل مسيرته، منشدا في المظاهرات، وحاضرًا في كل مناسبة مرتبطة بالثورة السورية.
من أبرز أعماله الفنية أنشودة "أقسمنا بالله"، التي أداها خلال احتفالية بذكرى الثورة، بالإضافة إلى "الله أكبر يا بلد"، التي كانت تكريمًا لرفيقه الراحل عبد الباسط الساروت. كما عبّر عن ارتباطه بمدينة إدلب في أنشودته "سلام الله على إدلب"، وفي وداع رفاقه أنشد بحزن "هيهات أشوفك بعد هيهات"، مستذكرا رحلتهم الثورية.
رفاق أبو وطن يودعونه
واجتمع رفاق قاسم جاموس "أبو وطن"، عبر شاشة تلفزيون سوريا، مستذكرين مسيرته الثورية، ومراحل حياته التي قضاها بين المظاهرات والهتافات والنضال.
استهل الناشط الإعلامي غسان الجاموس حديثه، قائلاً: "الحمد لله على ما أعطى، والحمد لله على ما أخذ.. أبو وطن كان أحد أعمدة الحراك الثوري في درعا منذ انطلاق الثورة، كنا نردد الهتافات معًا في ساحات الحرية، حتى تم تهجيرنا إلى الشمال السوري.. اليوم نفقد قامة ثورية، لكن صوته سيظل في ذاكرة الثورة، ونسأل الله أن يتقبله في جناته".
من جهته، عبر المنشد أبو صبحي الغريب عن حزنه برحيل قاسم قائلاً: "رحيل أبو وطن صدمة كبيرة لنا جميعا.. خسرت سوريا أحد أصواتها الصادحة، وأحد المنشدين الذين أوصلوا صوت الثورة إلى العالم".
وأضاف: "أبو وطن لم يكن مجرد منشد، بل كان رمزا للثورة، رجلًا لا يخشى في الله لومة لائم، مغامرا بحياته من أجل إيصال صوت السوريين، من أجل الحرية والكرامة".
مراسل تلفزيون سوريا بشر كناكري الذي عاش مع أبو وطن تجربة التهجير، تحدث عن صديقه، قائلًا:"كنا معا في ذات الباص عندما هُجرنا من درعا عام 2018.. كان قاسم مثالًا للثائر الحقيقي، لم يكن مجرد منشد، بل كان منظما للمظاهرات، كاتبا للافتات، مشاركا في العمل الإغاثي والإسعافي.. كل شيء يمكن أن يخدم الثورة كان يفعله".
وتابع:"أبو وطن كان بإمكانه السفر إلى أوروبا، كان يملك خيار الهروب من هذه المعاناة، لكنه رفض.. قال لي وقتها: 'ما زال لدي دور هنا، لن أغادر'.. واليوم، رحل مرفوع الرأس، بعد أن عاد إلى بلدته والتقى والدته التي حُرم من رؤيتها لسنوات طويلة".
رفاق الدرب ينعونه بكلمات مؤثرة
تفاعل السوريون مع خبر رحيل أبو وطن بكثير من الحزن والتأثر، حيث كتب الناشط هادي العبدالله: "إلى رحمة الله يا أبو وطن.. خسارتنا كبيرة والله فيك يا أخي، يا صوت الحق والثورة.. بدموع قلوبنا.. بصراخك للحرية.. بهتافاتك للثورة.. بنضالك وتضحياتك نودعك.. إلى رحمة الله وعفوه".
فيما قال الإعلامي فيصل القاسم: "رحل عنا الصوت الثوري الجميل إثر حادث سير أليم. خسارة كبيرة. لا حول ولا قوة إلا بالله. خالص العزاء لأهله الكرام في حوران...".
تعليقات
إرسال تعليق