القاهرة – توفيت الفنانة الشهيرة آسيا مدني، تاركة وراءها إرثًا فنيًا عظيمًا سيظل محفورًا في ذاكرة الشعب السوداني. كانت آسيا مدني تجسد روح الموسيقى الشعبية في السودان، حيث استطاعت من خلال صوتها الفريد أن تعبر عن التراث الثقافي للبلاد، مما ساهم في انتشار موسيقاها على مستوى عالمي.
تعتبر مدني واحدة من أبرز الأصوات في مجال الأندرجراوند المصري، حيث لعبت دورًا محوريًا في إحياء الفلكلور السوداني. وقد شاركت في العديد من الفعاليات الثقافية المهمة، من بينها مهرجان Sauti za Busara الذي أقيم في جزر زنجبار بتنزانيا في فبراير 2019، حيث مثلت فيه مصر والسودان.
لقد تركت آسيا مدني بصمة لا تُنسى في عالم الموسيقى، وستظل أعمالها خالدة في قلوب محبيها. إن رحيلها يمثل خسارة كبيرة للمشهد الفني، لكن إرثها سيستمر في إلهام الأجيال القادمة من الفنانين والموسيقيين.
إنجازات فنية ملهمة
مدني وبصفتها مطربة سودانية الأصل، عملت على تمثيل كل من المجال الموسيقي السوداني والمصري على حد سواء. وكان لها ظهور موسيقي أول على خشبة المسرح في سن الثامنة خلال مراحلها الدراسية الابتدائية.
عائلة فنية
تنتمي مدني إلى عائلة فنية، حيث يعزف شقيقها على الإيقاع، بينما كان والدها متخصصًا في آلة العود. هذا الإرث الفني أسهم بشكل كبير في تشكيل شخصيتها الفنية.
لقبت بـ”مرسال الفلكلور السوداني”، حيث تميزت في استعراض الفلكلور السوداني التقليدي، بالإضافة إلى تقديمها لموسيقى أفريقية تنتمي لمختلف مناطق السودان “الشمال والجنوب والغرب”.
الانتقال إلى مصر والانخراط في المشهد الموسيقي
انتقلت آسيا إلى مصر في عام 2001، وكانت في السادسة عشرة من عمرها. منذ ذلك الحين، بدأت رحلتها في عالم الموسيقى المصرية، حيث انضمت إلى مشروع النيل، الذي يُعتبر الأول من نوعه في المنطقة، ويجمع أكثر من 30 موسيقيًا من دول حوض النيل للاحتفاء بتنوع الثقافات الموسيقية في تلك الدول.
أطلقت مدني مشروعها المستقل الذي يحمل اسم “آسيا مدني”، والذي تضمن ألبوم “الزول”. هذا الألبوم تميز بتقديم أغاني بلغات سودانية متنوعة، بما في ذلك لغة النوبة، بالإضافة إلى أعمال باللهجات المختلفة من جنوب السودان، مما يعكس غنى التراث الثقافي والفني لهذه المناطق.
أعلن اتحاد تجمع الفنانين السودانيين بمصر، يوم الأحد، عن وفاة المغنية وعازفة الإيقاع السودانية آسيا مدني، والتي جاءت “بشكل مفاجئ وصادم”.
نعى المهرجان
كما نعت إدارة مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية الفنانة الراحلة في بيان رسمى، قائلة:
“لقد كانت فنانة مخلصة جداً لفنها، وقد شرفنا في الدورة الماضية بمشاركتها معنا في حفل افتتاح الدورة الرابعة عشرة”.
نبذة عن حياتها
ولدت آسيا في مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة بوسط السودان.
واشتهرت بتقديم الفلكلور الغنائي السوداني مع مزجه بالإيقاعات الموسيقية الحديثة.
وقد شاركت في العديد من المهرجانات الدولية، كما رعت العديد من المشاريع الفنية، بما في ذلك تشكيل كورال أطفال لأبناء السودانيين في مصر، حيث كانت تعيش منذ نحو عشرين عاماً.
مشاركاتها الفنية:
كانت آسيا مدني عضوة في مشروع النيل للموسيقيين الأفارقة، وهو مشروع يجمع فنانين من مختلف دول نهر النيل.
كما شاركت في فيلم وثائقي وثق هذه التجربة بعنوان **”بعيدا عن النيل”**، الذي عُرض عام 2022 في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
رأي الإعلام:
كتبت الإعلامية السودانية داليا الطاهر على حسابها عبر منصة إكس:
“أن تكون فناناً صاحب صوت طروب ولديك جمهور هو أمر عادي،
غير العادي أن تكون صاحب رسالة فيما تقدمه ولك مشروعك الفني الخاص القائم على السودانوية،
وحدة الشعب السوداني، وتميزه وإثراء تراثه وتجديده، وتقديمه بشكل جذاب، وتجوب العالم مفاخراً بذلك ومصراً عليه…”
وقد أضافت:
“هذا ما برعت فيه الفنانة الأصيلة بت البلد الثورية، الصديقة آسيا مدني”.
ستظل آسيا مدني رمزًا للفلكلور السوداني، حيث تركت أثرًا عميقًا في قلوب محبي الفن. إن إسهاماتها في عالم الموسيقى تجعلها شخصية بارزة في الثقافة والفن العربي، مما يضمن استمرار تأثيرها في الأجيال القادمة.
تعليقات
إرسال تعليق