عمال الخدمات الاجتماعية في قبرص حالة يأس بعد الاعتداء عليهم من قبل متشرد و تكسير المكتب على رؤوسهم

 عمال الخدمات الاجتماعية في قبرص حالة يأس بعد الاعتداء عليهم من قبل متشرد و تكسير المكتب على رؤوسهم
عمال الخدمات الاجتماعية في قبرص حالة يأس بعد الاعتداء عليهم من قبل متشرد و تكسير المكتب على رؤوسهم


 عمال الخدمات الاجتماعية في حالة يأس


يعمل العاملون في مجال الخدمة الاجتماعية على الخطوط الأمامية لحماية الفئات الضعيفة، ويواجهون مواقف عاجلة وخطيرة كل يوم. ومع ذلك فإنهم يعملون في ظل ظروف تتسم بانعدام الأمن، وحجم العمل المفرط، وعدم وجود دعم من الدولة.
إن الواقع الذي يواجهونه كابوس. أماكن عملهم غير مناسبة ومثيرة للمشاكل، ولا تتوفر فيها إجراءات السلامة والنظافة الكافية. لا توجد إجراءات لإدارة الأزمات، والأمن غير كافٍ. حتى الموظفين أنفسهم لا يملكون أماكن مناسبة لإجراء المقابلات، مما يؤدي إلى كشف البيانات الشخصية.

يتعرض العاملون في الخدمة الاجتماعية للخطر كل يوم، حيث يُطلب منهم إدارة الحوادث عالية الخطورة دون أي حماية. ويضطرون إلى استخدام سياراتهم الخاصة في زياراتهم، مما يعرضهم لمخاطر جسيمة، حيث تصبح بياناتهم معروفة للأشخاص الذين يخدمونهم. وقد تم بالفعل تسجيل حوادث عنف وتخريب وتهديدات، مع وجود حالات نموذجية تعرض فيها ضباط للاعتداء، مثل ضربهم بالمجرفة وتدمير سياراتهم. إن عدم وجود أي تقييم للمخاطر وغياب التدابير الوقائية الأساسية يجعل أي حادث مأساوي قادم قاتلاً.
ويتفاقم الوضع بسبب البنية التحتية غير الكافية والعبء الزائد على المسؤولين. ولا يوجد نظام كمبيوتر حديث، في حين يتم تسجيل القضايا باستخدام أساليب بدائية تسبب تأخيرات وأخطاء جسيمة. ويضطر الضباط إلى التعامل مع عدد هائل من الحالات، يفوق بكثير المعايير الدولية، مما يؤدي إلى انهيار جودة الخدمات المقدمة. علاوة على ذلك، لا يوجد دعم مهني وتخصص، مما يؤدي إلى تكليفهم بمهام خارج مجال تخصصهم، دون التدريب المناسب.
الإرهاق في العمل أصبح الآن حقيقة. ويتحمل الضباط مسؤولية ما بين 50 إلى 80 طفلاً تحت الوصاية، وفي حالات العنف يرتفع العدد إلى أكثر من 100 لكل ضابط. وتعتبر الاستقالات الجماعية نتيجة طبيعية لوتيرة العمل المرهقة هذه، مما يلقي على الزملاء المتبقين عبئا أكبر. ويواجه العديد منهم خطر الإرهاق المهني، بل ويواجهون حتى خطر المسؤولية الجنائية عن الأخطاء التي تنشأ بسبب عيوب النظام.
إن الإطار التشريعي الذي يحكم خدمات الرعاية الاجتماعية أصبح قديما وغير فعال. إن القوانين لا تستجيب للاحتياجات الاجتماعية الحديثة، مما يخلق عقبات بيروقراطية هائلة. وفي الوقت نفسه، يُطلب من الموظفين تنفيذ الإجراءات الإدارية، مثل الدعم الإداري وإدارة المزايا، بدلاً من التركيز على أعمال الحماية الاجتماعية.
الدولة غير مبالية منذ عام 2023، قامت وحدة التدقيق الداخلي بتوثيق نقاط الضعف النظامية في مؤسسات القطاع العام واقترحت الحلول. وبدلاً من تنفيذ التوصيات، اختارت الإدارة تخفيض مستوى الوحدة وتجاهلها. وبدلا من اعتماد الحلول التي تعرفها بالفعل، اختارت الدولة تخصيص مليون يورو للأبحاث التي من المقرر الانتهاء منها في عام 2027، متظاهرة بأنها تبحث عن مشاكل معروفة منذ سنوات. وفي الوقت نفسه، أظهرت السلطات اهتماما أكبر باستراتيجيات الاتصال والإجراءات المؤقتة لإثارة الإعجاب، بدلا من تحسين ظروف العمل بشكل كبير.
ويقول العاملون في الخدمة الاجتماعية أن صبرهم قد نفد. ويطالبون بتدخلات فورية وملموسة لتوفير ظروف عمل آمنة، من خلال تحديث المرافق وتعزيز الأمن. ويطالبون بتوفير طاقم مناسب من الخدمات، وتوظيف موظفين إضافيين وتوفير أدوات العمل الحديثة. ويطالبون بمراجعة جذرية للإطار التشريعي، بهدف إزالة العوائق البيروقراطية التي تعيق مهمتهم. ويطالبون بإعفائهم من المهام غير ذات الصلة حتى يتمكنوا من التركيز على عملهم الحقيقي، وهو الحماية الاجتماعية. وأخيرا، فإنها تتطلب الحوار والتواصل الهادف مع السلطات المختصة، حتى يتسنى تقديم حلول فورية للمشاكل الحادة.
وإذا استمرت الإدارة والوزارة في تجاهل هذا الوضع، فسوف يتحملان المسؤولية الكاملة عن العواقب المأساوية التي قد تترتب على ذلك. العاملون في الخدمة الاجتماعية ليسوا قابلين للاستغناء عنهم، ولا هم غير مرئيين. ويطالبون بحقهم في بيئة عمل آمنة ولائقة ووظيفية.

تعليقات