في تطور جديد على الساحة السياسية السودانية، ظهر قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، يوم الأربعاء في لقاء مع مبروك مبارك سليم، رئيس حزب الأسود الحرة. يأتي هذا اللقاء في وقت حرج حيث تتجه الأنظار نحو العاصمة الكينية نيروبي، حيث بدأت يوم الثلاثاء أعمال توقيع وثيقة الإعلان السياسي والدستور المؤقت للحكومة الموازية التي تسعى قوات الدعم السريع لإقامتها في المناطق التي تسيطر عليها. وقد شهدت هذه الفعالية حضوراً لافتاً من قوى سياسية وحركات مسلحة، بالإضافة إلى قوى مدنية، بما في ذلك بعض الأطراف المنشقة عن تحالف القوى المدنية الديمقراطية.
تأجلت مراسم توقيع الوثيقة السياسية بسبب مشاركة غير متوقعة لرئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع الشمال، عبد العزيز آدم الحلو، مما استدعى تأجيل التوقيع إلى يوم الجمعة المقبل. هذا التأجيل يهدف إلى إتاحة الفرصة لمزيد من المشاورات حول الدستور المؤقت بين الأطراف المعنية، مما يعكس أهمية هذه الخطوة في تشكيل الحكومة الجديدة. ومن المقرر أن تستمر الجلسات التشاورية يومياً حتى موعد التوقيع، مما يدل على جدية الأطراف في الوصول إلى توافق حول الوثيقة.
الحكومة الجديدة، التي أطلق عليها اسم “حكومة الوحدة والسلام”، تهدف إلى أن تكون بديلاً للحكومة الحالية التي تتخذ من بورتسودان عاصمة مؤقتة لها برئاسة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان. من المتوقع أن يتم تشكيل هذه الحكومة بعد أيام قليلة من توقيع الوثيقة، مما يعكس التحولات السياسية الجارية في البلاد. هذه التطورات تأتي في سياق سعي قوات الدعم السريع لتعزيز وجودها السياسي وتوسيع نفوذها في السودان، في ظل الأوضاع المتقلبة التي تمر بها البلاد.
في ديسمبر 2024، دعا رئيس حزب الأسود الحرة، مبروك مبارك سليم، إلى ضرورة تشكيل حكومة
مدنية في الولايات التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع. وأكد سليم أن هذه الحكومة يجب أن تتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب والمجتمع الدولي، مشيراً إلى أهمية وجود قيادة قادرة على معالجة الأزمات التي تعاني منها البلاد. جاء هذا التصريح في سياق الأوضاع المتدهورة التي تشهدها البلاد نتيجة النزاع المستمر، والذي يتطلب استجابة فورية وفعالة من قبل الجهات المعنية.
في تسجيل صوتي سابق، أوضح سليم أن حزب الأسود الحرة كان من أوائل الأحزاب التي نادت بضرورة إنهاء الحرب، مشيراً إلى المبادرات العديدة التي قدمها الحزب لحث الأطراف المتنازعة على الالتزام بحماية المدنيين وإيقاف إراقة الدماء. وأكد أن الطرف الذي أشعل النزاع يواصل عرقلة جميع الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق السلام، مما يزيد من معاناة المواطنين ويعقد الوضع الإنساني في البلاد.
كما أشار رئيس الحزب إلى أن الحرب قد تسببت في دمار واسع النطاق، حيث شردت العديد من الأسر وأثرت سلباً على مجالات الإنتاج والتعليم والصحة. وأكد أن الوضع الراهن يتطلب وجود حكومة قادرة على تحمل المسؤولية الوطنية والتصدي للقضايا الملحة التي تواجه الشعب، لضمان حياة كريمة لجميع المواطنين. يُذكر أن حزب الأسود الحرة تأسس في أكتوبر 1998، وانضم لاحقاً إلى تحالف سياسي مع عدة أحزاب، إلا أن الانقسامات قد أثرت على تماسك هذا التحالف.
تعليقات
إرسال تعليق