الوضع في المنطقة معقد للغاية، وتحديد ما إذا كانت القواعد الأجنبية في قبرص ستكون أهدافاً للرد الإيراني أمر يعتمد على عدة عوامل متغيرة وتصعيدات محتملة. ومع ذلك، يمكننا تحليل الموقف الحالي بناءً على المعلومات المتاحة:
القواعد الأجنبية في قبرص ودورها:
- القواعد البريطانية: تمتلك المملكة المتحدة قاعدتين عسكريتين ذات سيادة في قبرص: أكروتيري وديكيليا.
- تُستخدم هذه القواعد من قبل القوات البريطانية والأمريكية لدعم المصالح الاستراتيجية الإسرائيلية في المنطقة.
- وردت تقارير عن استخدام هذه القواعد في دعم إسرائيل في عملياتها، بما في ذلك تزويدها بالأسلحة والمعلومات الاستخبارية، وشن غارات جوية على اليمن.
- منشآت أخرى: تستخدم القوات المسلحة القبرصية منشآت مدنية بانتظام، مثل مطاري بافوس ولارنكا الدوليين وميناء ليماسول، وتسمح هذه المنشآت بالاستخدام العسكري الأجنبي، مثل استخدام السفن الحربية الفرنسية والألمانية لميناء ليماسول.
تهديدات سابقة:
- تحذيرات حزب الله: حذر الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الحكومة القبرصية من فتح مطاراتها وقواعدها لإسرائيل إذا قررت شن حرب على لبنان، وهدد باعتبار قبرص حينها "جهة مستهدفة في الحرب".
- نفي قبرص: نفت قبرص مراراً تورطها في الصراع، وأكدت أنها جزء من الحل وليس المشكلة، مشيرة إلى دورها في تسهيل الممر البحري للمساعدات الإنسانية إلى غزة.
العوامل المؤثرة على الاستهداف المحتمل:
- مدى تورط هذه القواعد في أي عمل عسكري ضد إيران: إذا كانت هذه القواعد تُستخدم بشكل مباشر أو غير مباشر في شن هجمات ضد إيران أو مصالحها، فإن ذلك يزيد من احتمالية استهدافها.
- طبيعة الرد الإيراني: هل سيكون الرد محدوداً وموجهاً، أم سيكون واسع النطاق ويشمل أهدافاً متعددة؟
- المصالح الدولية: وجود قواعد تابعة لدول مثل بريطانيا (العضو في الناتو) في قبرص يجعل استهدافها خطوة خطيرة جداً، وقد تؤدي إلى تصعيد كبير في الصراع وإقحام أطراف دولية أخرى بشكل مباشر.
- الوضع السياسي في قبرص: قبرص نفسها تحاول النأي بنفسها عن الصراع وتؤكد حيادها، لكن وجود هذه القواعد يضعها في موقف حساس.
خلاصة:
في ظل التوتر الحالي، لا يمكن استبعاد أي خيار بشكل قاطع. ومع ذلك، فإن استهداف القواعد الأجنبية في قبرص سيكون تصعيدًا كبيرًا للغاية، ويحمل مخاطر عالية لإقحام أطراف دولية إضافية في الصراع. الأرجح أن إيران ستُركز في ردها على أهداف تعتبرها مباشرة في سياق الصراع مع إسرائيل. لكن، إذا كانت هذه القواعد تلعب دوراً حاسماً ومباشراً في دعم العدو الإسرائيلي ضد إيران أو حلفائها، فإنها قد تصبح أهدافاً محتملة. يبقى القرار النهائي لإيران، والذي سيتأثر بالعديد من الحسابات الاستراتيجية والسياسية.
تعليقات
إرسال تعليق