الشنغن خطوات قبرص تقترب من اللانضمام : كم تبقى حتى العضوية الكاملة في شنغن؟

الشنغن خطوات قبرص تقترب من اللانضمام : كم تبقى حتى العضوية الكاملة في شنغن؟
الشنغن خطوات قبرص تقترب من اللانضمام : كم تبقى حتى العضوية الكاملة في شنغن؟


 

ولا تزال هناك خطوات هامة يجب استكمالها، على المستوى الفني والسياسي، من أجل اندماج قبرص الكامل في منطقة شنغن.

بدأت مسيرة جمهورية قبرص نحو الانضمام إلى منطقة شنغن في عام 2019، بتقديم إعلان الاستعداد، بعد سنوات من التحفظات، بسبب الخط الأخضر والفشل العام في حل المشكلة القبرصية.

ومنذ الإعلان عن تقديم الطلب حتى اليوم، أبدت الأحزاب السياسية والأفراد تحفظاتهم علناً.

وتتركز المخاوف حول الوضع الراهن في المنطقة الميتة والاحتلال، فضلاً عن مناطق القواعد السيادية للمملكة المتحدة، لاحتمال التسبب في عواقب سياسية.

ولا تقتصر هذه التحفظات على المجتمع القبرصي اليوناني فحسب، إذ أعربت الأطراف القبرصية التركية أيضاً عن مخاوفها، وخاصة بشأن المرور من وإلى الأراضي المحتلة وتحويل الخط الأخضر إلى “حدود صلبة”.

تجدر الإشارة إلى أنه مع انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، أصبحت جمهورية قبرص ملزمة قانونًا بالانضمام إلى منطقة شنغن، ومع ذلك، ظلت عضويتها الكاملة معلقة مؤقتًا بسبب القضية القبرصية.

يُذكر أنه في صيف عام 2023، انضمت قبرص إلى نظام معلومات شنغن (SIS)، الذي يسمح بالتعاون في مجال الجريمة والهجرة وغيرها من القضايا المتعلقة بالأمن داخل منطقة شنغن.

في التقييم الأول…

لا تزال عملية التقييم الأولى لمنطقة شنغن في قبرص جارية، وعلى الرغم من التصريحات العامة الصادرة عن نيقوسيا بأننا سننضم إلى منطقة شنغن في عام 2026، يبدو أن الطريق لا يزال طويلاً.

وكما كشف مسؤول في المفوضية الأوروبية بشكل حصري لـ”بي”، لا يزال هناك الكثير مما ينبغي القيام به حتى تتمكن بلادنا من الوصول إلى مستوى الامتثال الكامل للمتطلبات الصارمة للإطار الأوروبي.

ورغم أن هذه العملية تحرز تقدماً، فإنها تظل تتطلب الكثير من الناحية الفنية وحساسة من الناحية السياسية، وخاصة بسبب الوضع الفريد السائد في الجزيرة.

تحت إشراف دقيق

وكما أشار المسؤول، فإن المفوضية تدرس بعناية التقدم الذي أحرزته قبرص، التي بدورها تقدم تقارير منتظمة إلى بروكسل بشأن التدابير المتخذة.

وعندما تنفذ السلطات القبرصية كافة التدابير اللازمة، ستنظم المفوضية زيارات إضافية للتحقق من استيفاء الشروط الفنية اللازمة.

وأعلن أنه بعد التقييم والتأكيد اللازمين، يجب أن تكون قبرص جاهزة للانضمام إلى المنطقة دون تطبيق ضوابط حدودية داخلية.

وأضاف أن “التقييم يتضمن تلبية أعلى معايير الأمن في منطقة شنغن”.

أحد الركائز الأساسية لاتفاقية شنغن هي التوصيات التي يتعين على الدول الأعضاء تنفيذها.

وتتعاون قبرص بشكل وثيق مع المفوضية بشأن تنفيذ توصيات شنغن، وخاصة فيما يتعلق بتحسين إدارة الحدود، والكفاءة في عمليات العودة، فضلاً عن أنظمة المعلومات التي تدعم مستوى عال من الأمن وإصدار التأشيرات.

ورحب المسؤول بحقيقة أن قبرص عززت حوكمة شنغن الوطنية، من خلال إنشاء “مجموعة عمل شنغن”.

وأشار إلى أن “هذه خطوة مهمة في معالجة القضايا العالقة بطريقة منسقة، وضمان الالتزام السياسي والعملي على حد سواء”.

التوصيات الرئيسية

ومن بين التوصيات الرئيسية الناجمة عن اللائحة التي تحكم منطقة شنغن، تبرز ثلاثة تدابير: يتعين على الدول الأعضاء ضمان حسن سير العمل في منطقة شنغن على النحو السليم والسلس.

ضمان فعالية عمليات العودة في جميع المراحل، مع تحسين التنسيق بين السلطات الوطنية.

وهذا يعني عودة مواطني الدول الثالثة الذين لا يتمتعون بحق الإقامة في أراضي الدول الأعضاء التي تنفذ اتفاقية شنغن.

ويتمثل الإجراء الثالث في تعظيم الفعالية الوطنية من خلال تعزيز التعاون الأوروبي، سواء على المستوى التشغيلي أو التكنولوجي.

وكما تشير الدوائر المعنية في بروكسل، فإن هذه التدابير تتطلب تخطيطاً أفقياً فعالاً، مع توفر القدرات الكافية، والإجراءات المبسطة، والتنسيق المستقر، سواء على المستوى الوطني أو على مستوى الاتحاد الأوروبي.

حتى لو تم تنفيذ كافة المعايير الفنية، فإن دخول قبرص إلى منطقة شنغن يتطلب الحصول على الموافقة بالإجماع اللازمة من جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي تنفذ هذه المكتسبات.

وحتى ذلك الحين، يتعين على قبرص مواصلة الإصلاحات دون انقطاع، مع قيام المفوضية، من ناحية، بالحفاظ على التوازن، ومن ناحية أخرى، الالتزام الصارم بالقواعد الأوروبية.

الخط الأخضر 

ويتم التركيز بشكل خاص على النظام الذي يحكم الخط الأخضر، لأنه يقع ضمن إطار قانوني متخصص، كما هو محدد في البروتوكول العاشر من قانون انضمام قبرص إلى الاتحاد الأوروبي.

وكما أبلغ مسؤول “ب”، فإن المفوضية تشير بوضوح إلى أن إجراءات الرقابة المطبقة في هذه المنطقة ينبغي أن تستمر في عكس الطبيعة الخاصة للوضع الحالي، مع الأخذ في الاعتبار الظروف السياسية والجغرافية الخاصة.

وفي الوقت نفسه، فإن التكامل الكامل المحتمل لجمهورية قبرص في منطقة شنغن مصحوب بالحاجة إلى تحقيق انسجام جوهري مع المعايير المتوخاة، فضلاً عن توفير ضمانات إضافية من شأنها ضمان التنفيذ السلس للأحكام ذات الصلة.

التاريخ الحديث

قام مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية والهجرة، ماغنوس برونر، بزيارة قبرص في يناير/كانون الثاني، وكانت لديه الفرصة لمناقشة الخطوات المستقبلية المحتملة التي يتعين اتخاذها من أجل مشاركة قبرص الكاملة في منطقة شنغن.

وشدد المفوض على ضرورة معالجة كافة التوصيات الصادرة عن المجلس في سياق تقييم شنغن الجاري.

كما قام منسق شنغن بزيارة قبرص في فبراير/شباط لمراقبة التقدم، وهو على اتصال وثيق بالسلطات القبرصية لدعم العمل الجاري.

وفي الأسبوع الماضي، اجتمع المفوض مع وزير خارجية قبرص، وأكد له دعم المفوضية لجهود قبرص.

كيف ستتغير حياتنا اليومية؟

إن الانضمام المحتمل لجمهورية قبرص إلى منطقة شنغن من شأنه أن يحدث تغييرات في الحياة اليومية للقبارصة.

من حرية التنقل إلى إجراءات الحدود والأمن، ستكتسب الحياة في قبرص معايير جديدة، بما يتماشى مع المكتسبات الأوروبية.

وعلى الرغم من عدم وجود حدود برية مع الدول الأعضاء في اتفاقية شنغن، فإن المواطنين القبارصة سيكونون قادرين على اجتياز ضوابط المطارات بسرعة أكبر.

وفي الوقت نفسه، فإن تكاملنا سوف يسهل بشكل كبير السفر للعمل أو السياحة أو الدراسة.

وعلاوة على ذلك، فإن العضوية الكاملة في منطقة شنغن تعني نظام تأشيرات محسن، حيث تشارك قبرص في النظام المشترك وتكون قادرة على إصدار تأشيرات شنغن موحدة.

كما أنه يوفر الفرصة لخفض التكاليف الإدارية للشركات، في حين، وفقًا لإحصاءات الاتحاد الأوروبي ذات الصلة، زادت التجارة بنسبة 3% في المتوسط ​​في دول منطقة شنغن.

وفي الوقت نفسه، قد يؤدي انضمام قبرص إلى منطقة شنغن إلى تعزيز دورها الجيوسياسي، مما يشير إلى اندماج البلاد الكامل في الإطار المؤسسي الأوروبي.

ويكفي أن نجد الحل الوسط مع الخط الأخضر، ولا نترك أي رسالة خاطئة بشأن قضية قبرص معلقة في الهواء، سواء في المجتمع الدولي أو في المجتمع القبرصي التركي.

المصدر: politis.com.cy

تعليقات