السلطات القبرصية لا تفرج عن الـ 13 ألف طلب لجوء للسوريين (وقد يكون الرقم أكبر حاليًا) للعديد من الأسباب، أبرزها:
أسباب تأخر البت في طلبات اللجوء للسوريين في قبرص:
- العبء الكبير على نظام اللجوء: قبرص هي إحدى الدول الأوروبية التي تستقبل عددًا كبيرًا من طالبي اللجوء نسبة إلى حجمها وسكانها. هذا يضع ضغطًا هائلًا على نظامها لمعالجة الطلبات.
- الضغط على الموارد: تعتبر قبرص دولة صغيرة واقتصادها يعتمد بشكل كبير على السياحة. تخشى الحكومة من أن يؤدي تدفق المهاجرين الكبير إلى إجهاد مواردها وخدماتها، وتأثير سلبي على القطاع السياحي.
- تصنيف سوريا كبلد غير آمن: بموجب القانون الدولي، لا يجوز إعادة المهاجرين إلى سوريا لأنها لا تزال تعتبر بلدًا غير آمن. هذا يجعل معالجة طلبات اللجوء للسوريين أكثر تعقيدًا، حيث لا يمكن للسلطات ترحيلهم بسهولة.
- الضغط على الاتحاد الأوروبي: تمارس قبرص ضغوطًا كبيرة على الاتحاد الأوروبي لإعلان بعض المناطق في سوريا آمنة لتمكين إعادة اللاجئين إليها، بهدف تقليل العبء على نظام اللجوء لديها.
- تعليق النظر في الطلبات: أعلنت السلطات القبرصية في أبريل 2024 عن وقف النظر بطلبات لجوء السوريين "كإجراء احترازي طارئ" حتى إشعار آخر، ووضعت آلاف الطلبات في الأرشيف.
- تغير سياسات الهجرة: بدأت قبرص تعتمد سياسات أكثر صرامة، مثل عدم منح السوريين حق اللجوء تلقائياً، ودراسة كل طلب على حدة. كما تعمل على برامج للعودة الطوعية.
- الروتين والإجراءات المعقدة: وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يجب اتخاذ قرار مبدئي بشأن طلب اللجوء في غضون ستة أشهر، ولكن يمكن تمديد هذه المهلة إذا كان هناك عدد كبير من الطلبات أو قضايا قانونية معقدة.
- العنصرية وتصاعد العداء: يشكو اللاجئون في قبرص من تصاعد العنصرية والعداء ضدهم، مما يزيد من الضغط على السلطات لاتخاذ إجراءات للحد من الهجرة.
التوقعات خلال 2025:
خلال عام 2025، من المتوقع أن تستمر التحديات المتعلقة بملف اللاجئين السوريين في قبرص، مع بعض التطورات المحتملة:
- استمرار الضغط لعودة اللاجئين: ستواصل قبرص الضغط على الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي لتصنيف مناطق آمنة في سوريا وتسهيل عودة اللاجئين. وقد أعلنت قبرص بالفعل عن اتفاق مع سوريا لاستعادة مواطنيها الذين يحاولون الوصول إلى الجزيرة عبر القوارب.
- برامج العودة الطوعية: من المرجح أن تزيد قبرص من برامج العودة الطوعية للسوريين، وقد أعلنت عن برنامج ترحيل جديد للعائلات السورية التي تسحب طلبات اللجوء، يسمح لعضو بالغ واحد بالبقاء والعمل مع تقديم مبالغ مالية لأفراد العائلة العائدين. وقد سحب بالفعل مئات السوريين طلبات لجوئهم وغادروا الجزيرة في الأشهر الأخيرة من عام 2024 وبداية 2025.
- تراجع في طلبات اللجوء الجديدة: قد تشهد طلبات اللجوء الجديدة من السوريين انخفاضًا، خاصة بعد الإجراءات الصارمة التي اتخذتها قبرص وتصريحاتها الأخيرة بشأن تعليق النظر في الطلبات.
- تحسينات في البنية التحتية للاجئين: قد تستمر قبرص في العمل على توسيع مراكز الاستقبال وبناء مراكز جديدة بدعم من الاتحاد الأوروبي، ولكن هذا لا يعني بالضرورة تسريع معالجة الطلبات القائمة.
- استمرار الضغوط من المنظمات الحقوقية: من المتوقع أن تواصل منظمات حقوق الإنسان والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الضغط على قبرص لضمان احترام حقوق طالبي اللجوء وعدم ترحيلهم قسرًا إلى مناطق غير آمنة.
- تأثر السياسات بتطورات الأوضاع في سوريا: قد تتأثر سياسات اللجوء في قبرص بأي تطورات سياسية أو أمنية داخل سوريا، خاصة فيما يتعلق بمسألة تصنيف مناطق آمنة.
بشكل عام، يبدو أن قبرص تتجه نحو سياسات أكثر صرامة تجاه ملف اللجوء السوري، مع التركيز على الحد من تدفق المهاجرين وتشجيع العودة، بينما يبقى مصير آلاف طلبات اللجوء المعلقة غير واضح ويعتمد على عدة عوامل محلية وإقليمية ودولية.
nooreddin
تعليقات
إرسال تعليق