قرار البقاء في قبرص للاستفادة من انضمامها لمنطقة شنغن في عام 2026 هو قرار معقد ويحمل جوانب إيجابية وسلبية محتملة للسوريين، ويعتمد بشكل كبير على الوضع القانوني الفردي لكل شخص في قبرص.
المزايا المحتملة لانضمام قبرص لشنغن (لمن يحمل الوضع القانوني المناسب):
- حرية التنقل: الميزة الأكبر لمن يحمل تصريح إقامة (مثل الحاصلين على صفة لاجئ أو حماية فرعية تمنح وثيقة سفر صالحة) هي حرية التنقل بدون تأشيرة داخل منطقة شنغن التي تضم غالبية دول الاتحاد الأوروبي. هذا يفتح آفاقًا جديدة للوصول إلى فرص أفض
ل أو لم شمل عائلي في دول شنغن أخرى. - تسهيل السفر: سيصبح السفر من وإلى قبرص، وإلى دول شنغن الأخرى، أكثر سلاسة مع إزالة نقاط التفتيش الحدودية الداخلية.
- تحسين الوضع القانوني (لبعض الحالات): قد يؤدي الاندماج في منطقة شنغن إلى توحيد بعض الإجراءات والمعايير، مما قد يوفر بعض الاستقرار القانوني للحاصلين على أنواع معينة من الحماية.
التحديات والمخاطر التي يواجهها السوريون في قبرص حاليًا:
- الضغوط للعودة الطوعية/الترحيل: كما ذكرنا سابقًا، تمارس قبرص ضغوطًا كبيرة على اللاجئين السوريين للعودة إلى سوريا، وتقدم حوافز مالية لذلك، وتهدف إلى ترحيل من لا يملك حق الإقامة. هذا يعكس رغبة قوية من الحكومة القبرصية في تقليل أعداد اللاجئين قبل دخول شنغن.
- أنواع الحماية وحقوق السفر:
- صفة اللاجئ: الحاصلون على صفة "لاجئ" في قبرص عادة ما يُمنحون وثيقة سفر (Convention Travel Document) صالحة لمدة 3 سنوات. هذه الوثيقة تسمح لهم بالدخول بدون تأشيرة إلى منطقة شنغن، وتخضع لشروط معينة.
- الحماية الفرعية (Subsidiary Protection): حتى وقت قريب (أو حتى الآن في بعض الحالات)، كانت وثائق السفر الممنوحة للحاصلين على الحماية الفرعية (التي تُمنح لغالبية السوريين) غير مقبولة في معظم دول شنغن. هذا يعني أن الكثيرين لن يستفيدوا من حرية التنقل حتى لو دخلت قبرص شنغن، ما لم يتم تغيير نوع وثيقة السفر أو الاعتراف بها بشكل أوسع. وقد ذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) في قبرص أن الحكومة بصدد إعداد وثيقة سفر معترف بها دولياً للمستفيدين من الحماية الفرعية، وهذا أمر بالغ الأهمية.
- طالبو اللجوء: الذين لا يزالون في طور معالجة طلباتهم ليس لديهم الحق في السفر خارج قبرص.
- تحديات الإقامة والعمل: لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه اللاجئين في الحصول على عمل مناسب وإقامة مستقرة في قبرص، مما قد يجعل البقاء في الجزيرة صعبًا حتى مع آفاق شنغن.
- تغير السياسات: يمكن أن تتغير السياسات الحكومية في أي وقت، خاصة مع الضغط الأوروبي وداخليًا.
الخلاصة:
لا يوجد جواب واحد يناسب الجميع.
- بالنسبة للسوريين الذين يحملون بالفعل صفة لاجئ ووثيقة سفر صالحة: قد يكون الانضمام لشنغن ميزة كبيرة تفتح لهم آفاقًا في أوروبا.
- بالنسبة للحاصلين على الحماية الفرعية: يعتمد الأمر بشكل حاسم على ما إذا كانت وثائق سفرهم ستصبح معترفًا بها بشكل كامل للسفر في شنغن بحلول عام 2026. إذا لم يحدث ذلك، فإن ميزة حرية التنقل لن تنطبق عليهم.
- بالنسبة لطالبي اللجوء أو من يواجهون ضغوطًا للعودة: الوضع أكثر خطورة. المخاطرة بالترحيل أو عدم الحصول على أي شكل من أشكال الحماية يفوق أي "مزايا" محتملة من شنغن.
بشكل عام، من الضروري جدًا للسوريين في قبرص:
- البحث عن المشورة القانونية المتخصصة: من محامين متخصصين في قانون الهجرة واللجوء في قبرص، أو من منظمات مثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) أو المجلس القبرصي للاجئين.
- فهم وضعهم القانوني بدقة: ما هي صفة الحماية التي يحملونها (لاجئ، حماية فرعية، طالب لجوء) وما هي الحقوق والوثائق التي تمنحها هذه الصفة حاليًا وفي المستقبل القريب.
- متابعة التطورات في سياسات الهجرة القبرصية والاتحاد الأوروبي، وخاصة ما يتعلق بوثائق سفر الحاصلين على الحماية الفرعية.
قد يكون "البقاء" مرتبطًا بآمال كبيرة في الحصول على حرية التنقل، ولكن يجب أن تكون هذه الآمال مبنية على أساس قانوني واضح ومستقر، وليس فقط على توقعات عامة بانضمام قبرص لشنغن.
nooreddin
تعليقات
إرسال تعليق