تقرير : قبرص تجبر السوريين على العودة لوطنهم حتى لا يستفيدوا من مزايا انضمامها الى منظمة شنغن بداية 2026

تقرير : قبرص تجبر السوريين على العودة لوطنهم حتى لا يستفيدوا من مزايا انضمامها الى منظمة شنغن بداية 2026
تقرير : قبرص تجبر السوريين على العودة لوطنهم حتى لا يستفيدوا من مزايا انضمامها الى منظمة شنغن بداية 2026

 تسعى قبرص بقوة لإعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، وتصاعدت هذه الجهود مؤخرًا. هناك عدة أسباب تدفع قبرص لهذا الموقف، ويعتبر الربط بانضمامها إلى منطقة شنغن في عام 2026 أحد الدوافع الرئيسية:

  1. العبء الديموغرافي والاقتصادي:

    • تعتبر قبرص من الدول الأوروبية التي تستقبل أكبر عدد من طالبي اللجوء والمهاجرين مقارنة بعدد سكانها. وقد أشارت السلطات القبرصية إلى أن نسبة المهاجرين غير الشرعيين بالنسبة للسكان وصلت إلى مستويات مرتفعة (ذُكرت بنسبة 6% في السابق)، مما يشكل ضغطًا كبيرًا على البنية التحتية والخدمات الاجتماعية والاقتصاد.
    • هناك مخاوف من أن يؤثر استمرار هذا التدفق والتوطين على التركيبة الديموغرافية للبلاد.
  2. المخاوف الأمنية وتحديات إدارة الحدود:

    • يدخل عدد كبير من المهاجرين، بمن فيهم السوريون، إلى قبرص بشكل غير نظامي، غالبًا عبر الخط الأخضر الفاصل أو عن طريق البحر. هذا يثير مخاوف أمنية وقلقًا بشأن القدرة على إدارة الحدود بفعالية.
    • ترغب قبرص في إحكام السيطرة على حدودها لمنع الدخول غير المصرح به.
  3. تسهيل الانضمام إلى منطقة شنغن (والنقطة الرئيسية لسؤالك):

    • تسعى قبرص بجد للانضمام الكامل إلى منطقة شنغن بحلول عام 2026. ولتحقيق ذلك، يجب عليها استيفاء معايير صارمة تتعلق بمراقبة الحدود الخارجية، وأنظمة البيانات، والتعاون الشرطي.
    • يُعد وجود عدد كبير من طالبي اللجوء غير المعالجين أو المهاجرين غير النظاميين تحديًا في هذا السياق، حيث قد يُنظر إليه كعائق أمام إثبات قدرة قبرص على تأمين حدود شنغن.


    • السبب الجوهري: تخشى قبرص بشدة أنه بمجرد انضمامها إلى شنغن، فإن اللاجئين السوريين الذين حصلوا على حماية في الجزيرة قد يتمكنون من الاستفادة من حرية التنقل داخل منطقة شنغن بأكملها. هذا يعني أن قبرص قد تتحول إلى "بوابة دخول" سهلة للاجئين والمهاجرين الذين يرغبون في الانتقال إلى دول أوروبية أخرى، مما يزيد العبء عليها كدولة "أول دخول" ويؤثر على استقرار نظام اللجوء لديها. لذلك، فإن إعادتهم أو منعهم من الاستفادة من هذه الميزة يُنظر إليه كجزء من استراتيجية متكاملة لضمان "إدارة هجرة ناجحة" قبل وبعد الانضمام لشنغن.
  1. تغيير في الموقف الأوروبي تجاه سوريا:

    • شهدت قبرص، بدعم من بعض الدول الأوروبية الأخرى، تحولاً في الخطاب تجاه سوريا، حيث تدعو إلى إعادة تقييم الوضع واعتبار أجزاء منها "آمنة" لعودة اللاجئين.
    • هذا التحول يسعى لتبرير العودة، حتى لو كانت "طوعية" في ظاهرها، ويأمل في إيجاد حل أوروبي جماعي لمسألة اللاجئين السوريين.
  2. برامج "العودة الطوعية" والحوافز:

    • تروج قبرص لبرامج "العودة الطوعية" التي تقدم حوافز مالية للاجئين للعودة إلى سوريا، بهدف تشجيع المغادرة النظامية.
    • ومع ذلك، تثير هذه البرامج مخاوف لدى منظمات حقوق الإنسان بشأن "طوعية" العودة الحقيقية، خاصة إذا كانت الظروف التي يواجهها اللاجئون في قبرص صعبة أو هناك ضغوط غير مباشرة عليهم.

باختصار، تريد قبرص إجبار اللاجئين السوريين على العودة لتخفيف العبء الداخلي، ولإثبات قدرتها على إدارة الهجرة بشكل فعال كشرط لانضمامها إلى شنغن، ولتفادي تحولها إلى محطة عبور للاجئين الذين سيتمتعون بحرية التنقل في أوروبا بعد عام 2026.

تعليقات