رفض رئيس وزراء السودان السابق عبد الله حمدوك تحركات الجيش لتشكيل حكومة جديدة ووصفها بأنها “زائفة”، قائلا إن انتصاراته الأخيرة في استعادة العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى لن تنهي الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين في البلاد.
في مقابلة نادرة مع وكالة أسوشيتد برس(أ ب)، قال حمدوك إنه لا يمكن لأي انتصار عسكري، سواء في الخرطوم أو في أي مكان آخر، أن ينهي الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف وشردت الملايين من منازلهم.
وتابع حمدوك على هامش مؤتمر الحوكمة الذي تنظمه مؤسسة مو إبراهيم في المغرب: “سواء تم السيطرة على الخرطوم أم لا، فإن ذلك غير ذي صلة. لا يوجد حل عسكري لذلك. لن يتمكن أي طرف من تحقيق انتصار حاسم”.
وأصبح حمدوك في عام 2019 أول رئيس وزراء مدني للسودان بعد عقود من الحكم العسكري، محاولا قيادة انتقال ديمقراطي. واستقال في يناير/كانون الثاني 2022 بعد فترة مضطربة أطيح فيها به في انقلاب ثم أعيد لفترة وجيزة وسط ضغوط دولية.
وفي العام التالي، أغرق الجنرالات المتحاربون البلاد في حرب أهلية. والسودان اليوم يظهر صورة قاتمة بكونه موطنا لبعض أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وقد أدت الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى مقتل ما لا يقل عن 24 ألف شخص، على الرغم من أن الكثيرين يعتقدون أن العدد الحقيقي أكبر بكثير.
ووصف حمدوك، الاقتصادي السابق البالغ من العمر 69 عاما والذي يقود الآن ائتلافا مدنيا من المنفى، فكرة أن الصراع يتراجع بأنها “هراء مطلق”. وقال إن فكرة بدء إعادة الإعمار في الخرطوم بينما يستعر القتال في أماكن أخرى هي “سخيفة تماما”.
وقال:”أي محاولة لتشكيل حكومة في السودان اليوم زائفة. إنها غير ذات صلة”، دافعا بأنه لا يمكن تحقيق سلام دائم دون معالجة الأسباب الجذرية للحرب.
وقال حمدوك إن وقف إطلاق النار وإطلاق عملية موثوقة لاستعادة الحكم الديمقراطي المدني ستحتاج إلى مواجهة التفاوتات العميقة في السودان، بما في ذلك التنمية غير المتكافئة، والقضايا بين المجموعات السكانية المختلفة، والتساؤلات حول دور الدين في الحكومة.
وأضاف: “الثقة في أن الجنود سيجلبون الديمقراطية هي ادعاء خاطئ”
تعليقات
إرسال تعليق