قبرص تشهد ارتفاعًا في الودائع المصرفية مع تحسن التوقعات الاقتصادية
وفقًا للبيانات الصادرة عن البنك المركزي القبرصي، سجل إجمالي المدخرات زيادة صافية قدرها 492.9 مليون يورو في أبريل 2025، وهي زيادة حادة مقارنةً بانخفاض صافٍ قدره 66.3 مليون يورو في مارس 2025. ويمثل هذا أيضًا تحسنًا ملحوظًا مقارنةً بأبريل 2024، الذي شهد زيادة قدرها 209.1 مليون يورو. وبلغ معدل النمو السنوي لإجمالي الودائع 7.6%، مرتفعًا من 7.1% في مارس 2025، ليصل إجمالي الودائع القائمة إلى 56.1 مليار يورو في أبريل 2025.
البنوك تجذب الودائع رغم انخفاض أسعار الفائدة، والتركيز يتحول إلى الإقراض
تُراكِم البنوك القبرصية أموالاً طائلة شهرياً دون تقديم أسعار فائدة جذابة لجذب المودعين. يكمن التحدي الآن في تحويل هذه الودائع إلى قروض للأسر والشركات لتحفيز الاقتصاد. ورغم صعوبة شروط الإقراض، تشير استطلاعات الإقراض المصرفي الأخيرة إلى تغير في توقعات المصرفيين، مما يُشير إلى بيئة أكثر ملاءمة للقروض. لا يقتصر الهدف الرئيسي للبنوك على قبول الودائع والاستفادة من أسعار الفائدة فحسب، بل يشمل أيضاً تحويل هذه المدخرات إلى ائتمان منتج.
الودائع المحلية تدفع النمو، متوازنة بين الشركات والأسر
يُظهر تحليل مصادر الودائع أن المقيمين المحليين هم المحرك الرئيسي لهذا النمو، حيث ارتفعت ودائعهم بمقدار 410.5 مليون يورو. وارتفعت ودائع المقيمين في دول ثالثة بمقدار 42.8 مليون يورو، وودائع الدول الأوروبية بمقدار 29.6 مليون يورو.
من بين الودائع المحلية، توزعت الزيادة بالتساوي تقريبًا بين الشركات (173.1 مليون يورو) والأسر (172.2 مليون يورو). ساهمت المؤسسات الوسيطة الأخرى بمبلغ 119.1 مليون يورو، وأضافت الحكومة المركزية 22 مليون يورو. في المقابل، سُجِّل تدفق خارجي طفيف قدره 0.7 مليون يورو من شركات التأمين وصناديق التقاعد.
يعزو البنك المركزي ارتفاع ودائع الشركات إلى الأداء الإيجابي للاقتصاد القبرصي وزيادة إيرادات الشركات. أما بالنسبة للأسر، فيرتبط هذا التوجه الإيجابي بالأثر الإيجابي لانخفاض التضخم واستمرار مرونة سوق العمل، وكلاهما دعما الدخل.
نمو القروض يتخلف عن الودائع، لكنه يُظهر تحسنًا على أساس سنوي
في حين ارتفعت الودائع بشكل حاد، سجل إجمالي القروض زيادة صافية قدرها 169.1 مليون يورو في أبريل 2025، وهو رقم أقل بكثير من الودائع الجديدة التي جمعتها البنوك والبالغة 492 مليون يورو. كما أن هذا الرقم أقل من الزيادة الصافية في الإقراض البالغة 429.9 مليون يورو التي سُجلت في مارس.
مع ذلك، بلغ معدل النمو السنوي لإجمالي القروض 4.9%، مرتفعًا من 3.1% في مارس 2025. وبالمقارنة مع أبريل 2024، فإن وضع الإقراض هذا العام أفضل بكثير، حيث شهد العام الماضي انخفاضًا سلبيًا قدره -278.6 مليون يورو. وبلغ الرصيد القائم لإجمالي القروض في أبريل 2025 25.6 مليار يورو.
ارتفعت القروض الممنوحة للمقيمين في قبرص بمقدار 13 مليون يورو. وبشكل أكثر تحديدًا، ارتفعت القروض الممنوحة للأسر بمقدار 27.7 مليون يورو، بينما انخفضت القروض الممنوحة للشركات غير المالية بمقدار 12.8 مليون يورو. وشهدت القروض الممنوحة للقطاعات المحلية الأخرى انخفاضًا إجماليًا قدره 1.9 مليون يورو.
هذا النمو القوي في الودائع، وخاصةً من المصادر المحلية، يُشير إلى ثقة قوية في القطاع المصرفي القبرصي، ويعكس استقرارًا اقتصاديًا أوسع. ويتمثل التحدي الذي تواجهه البنوك الآن في توجيه هذه الأموال بفعالية نحو قروض جديدة لدعم النشاط الاقتصادي.
nooreddin
تعليقات
إرسال تعليق