في وقتٍ لا تزال فيه آثار الحرب تهيمن على المشهد السوري، تفتح ألمانيا بابًا جديدًا للأمل. وزيرة التنمية الاتحادية، ريم العبالي-رادوفان، تكشف عن رؤية طموحة لإعادة إعمار سوريا، وتوجّه نداءً لافتًا إلى اللاجئين السوريين في ألمانيا: "مستقبل بلدكم يحتاجكم". فهل تكون الجالية السورية في المهجر شريكًا في ولادة سوريا جديدة؟
من الهجرة إلى الشراكة
الوزيرة، التي تولّت سابقًا منصب وزيرة دولة لشؤون الهجرة والاندماج، شددت على ضرورة معالجة جذور الهجرة لا فقط نتائجها. وقالت: "قضايا الهجرة لا يمكن حلها على مستوى دولة واحدة فقط. الأزمات تتجاوز الحدود، ويجب أن تكون استجابتنا متعددة الأطراف".
كما أعلنت عن توجه لتوسيع التعاون مع دول الجوار السوري، وعلى رأسها لبنان والأردن، في إطار مقاربة شاملة للهجرة والتنمية. وأضافت: "الهجرة لا تعني فقط ضبط الحدود، بل هي أيضًا فرصة لبناء شراكات دولية واستقطاب الكفاءات. ألمانيا بحاجة إلى العقول والطاقات من الخارج، والانفتاح هو السبيل لذلك".
في وقت لا تزال فيه ملفات الهجرة واللجوء تحتل صدارة النقاشات السياسية في أوروبا، تشكّل تصريحات العبالي-رادوفان رؤية جديدة توازن بين المسؤولية الإنسانية والمصالح الاستراتيجية، وتعيد رسم دور اللاجئين كجزء من الحل، لا جزء من الأزمة.
د.ص (وكالات)
في خطوة لافتة تعكس تحوّلًا في السياسة الألمانية تجاه الملف السوري، أعلنت وزيرة التنمية الألمانية، ريم العبالي-رادوفان، عزم بلادها توسيع نطاق دعمها لسوريا، مشددة على أهمية إشراك اللاجئين السوريين المقيمين في ألمانيا في جهود إعادة الإعمار.
وقالت العبالي-رادوفان في مقابلة صحفية: "رغم الظروف الصعبة، بقيت ألمانيا حاضرة في سوريا، ونحن اليوم نستعد لتعزيز دعمنا لبداية جديدة هناك". وتأتي هذه التصريحات بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024 وتشكيل حكومة انتقالية تتولى إدارة البلاد في ظل واقع سياسي وأمني لا يزال هشًا. وأضافت الوزيرة: "الوضع لا يزال دقيقًا، لكن من الواضح أن استقرار سوريا سينعكس إيجابيًا على منطقة بأكملها تمزقها الأزمات والنزاعات".
الجالية السورية في ألمانيا: طاقات يجب استثمارها
العبالي-رادوفان، وهي أول وزيرة ذات أصول مهاجرة في تاريخ ألمانيا، دعت اللاجئين السوريين في ألمانيا إلى لعب دور فاعل في عملية الإعمار، مؤكدة أن الحكومة الألمانية "لن تترك الشعب السوري وحيدًا". وتابعت: "الجالية السورية في ألمانيا تملك خبرات ومهارات قيّمة، ويمكن أن تكون شريكًا في إعادة بناء وطنها".

تعليقات
إرسال تعليق