نعم، وطئت أقدام الصحابة أرض قبرص، ولكن ليس لغرض الفتح والاستقرار الدائم في البداية، بل كان ذلك كجزء من الحملات البحرية والغزوات الإسلامية التي بدأت في عهد الخلفاء الراشدين.
تحديدًا، كانت أول حملة بحرية إسلامية كبيرة استهدفت قبرص في عام 28 هـ (حوالي 649 ميلادي) في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه. قاد هذه الحملة معاوية بن أبي سفيان، الذي كان واليًا على الشام آنذاك.
شارك في هذه الحملة عدد من الصحابة الكرام، ومن أبرزهم وأشهرهم:
- أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها: وهي خالة أنس بن مالك رضي الله عنه، وكانت قد سمعت حديثًا من النبي صلى الله عليه وسلم عن فضل الجهاد البحري، ودعت الله أن تكون من أوائل المشاركين. وقد استشهدت ودُفنت في قبرص، ويُعرف قبرها الآن باسم "مسجد هالة سلطان تكيه" (تكية هالة سلطان) وهو مزار إسلامي مهم هناك.
كان الهدف من هذه الحملات هو تأمين السواحل الإسلامية من هجمات البيزنطيين، حيث كانت قبرص تمثل قاعدة بحرية مهمة لهم. لم تسفر هذه الحملات الأولية عن فتح دائم لقبرص، بل كانت عمليات تهدف إلى إضعاف الوجود البيزنطي وتأمين الممرات البحرية.
تم فتح قبرص بشكل كامل لاحقًا في فترات مختلفة، لكن الوجود الأول للصحابة كان ضمن تلك الحملات البحرية الرائدة.
تعليقات
إرسال تعليق