الاندماج الاجتماعي والتحديات امام المهاجرين في قبرص

 الاندماج الاجتماعي والتحديات امام المهاجرين في قبرص
الاندماج الاجتماعي والتحديات امام المهاجرين في قبرص


 الاندماج الاجتماعي والتحديات

يُصنف نهج قبرص في الاندماج من قبل مؤشر سياسة اندماج المهاجرين (MIPEX) على أنه "هجرة بلا اندماج" لأن سياساتها لا تعكس بعد واقع قبرص كبلد للهجرة. بينما يُمنح المهاجرون إمكانية الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية ويُحمَون بموجب سياسات مكافحة التمييز، إلا أنهم يواجهون حواجز كبيرة أمام الاندماج بسبب معايير السكن السيئة، والقيود المفروضة على المواطنة ولم شمل الأسرة، ومحدودية الوصول إلى سوق العمل.  

يُشير هذا التصنيف، إلى جانب القيود المحددة في سوق العمل ولم شمل الأسرة، إلى وجود توتر بين أهداف الاندماج المعلنة والسياسات التي تُعطي الأولوية للاحتياجات الاقتصادية أو الردع. هذا يخلق حواجز عملية للمهاجرين على الرغم من بعض الحقوق الأساسية.

تُعد سياسات الاندماج في قبرص أقل من المتوسط في الاتحاد الأوروبي، على الرغم من أنها تشبه عمومًا دول أوروبا الوسطى والجنوبية الشرقية الأخرى. تشمل نقاط الضعف الرئيسية:  

  • تنقل سوق العمل: تُقيّد قبرص بشكل كبير وصول المواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي إلى سوق العمل، مما يعني أنهم لا يستطيعون تغيير وظائفهم تقريبًا ويواجهون حواجز قانونية ولغوية كبيرة للعمل في قطاعات أخرى، مثل العمل الحر أو القطاع العام.  

  • لم شمل الأسرة: تُستبعد الأسر المنفصلة أو تُردع أو تُرفض بموجب سياسة لم شمل الأسرة في قبرص، مما يجعل سياساتها من بين الأكثر تقييدًا.  

  • التعليم: على الرغم من وجود توجيهات أساسية لدعم التلاميذ المهاجرين، إلا أن المدارس في قبرص لا تُستخدم كمساحات للاندماج الاجتماعي لجميع التلاميذ لتعلم كيفية العيش في مجتمع متنوع.  

تُشير مبادرات مثل مشروع "Primacenters" (الذي بدأ في يناير 2025) إلى جهود لدعم الاندماج الاجتماعي والاقتصادي للمهاجرين في القطاع الأولي، بهدف معالجة فجوات المهارات، والاستغلال، ومحدودية الوصول إلى خدمات الدعم الأساسية.  

ومع ذلك، لا تزال التحديات قائمة. تعرضت قبرص لتدقيق متزايد بسبب تعاملها مع الهجرة، حيث سلط تقرير المدقق العام الأخير الضوء على العديد من القضايا الخطيرة. تشمل هذه القضايا التأخيرات، والاكتظاظ، ومخاوف حقوق الإنسان التي أدت إلى إدانة قبرص من قبل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (ECHR). تُشير التقارير إلى ظروف الاحتجاز السيئة في مراكز مثل بورنارا ومينوجيا، وتأخيرات في معالجة طلبات اللجوء (متوسط أكثر من 20 شهرًا في عام 2023)، ووجود ما يقدر بنحو 13,000 مهاجر يعيشون بشكل غير قانوني

تعليقات