قيادي بحركة جبريل يلقى حتفه في مواجهات الفاشر

 في ظل تصاعد العمليات العسكرية في غرب السودان، نعى معتصم أحمد صالح، وزير الموارد البشرية والرعاية الاجتماعية وأمين الشؤون السياسية بحركة العدل والمساواة السودانية، القيادي جوليوس عيساوي، عضو اللجنة الإعلامية بالحركة ونائب الناطق الرسمي باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، الذي لقي مصرعه صباح الجمعة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، خلال مواجهات عنيفة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. ويأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه المدينة تصعيدًا ميدانيًا متواصلًا، حيث تحاول قوات الدعم السريع إحكام سيطرتها على آخر معاقل الجيش السوداني في الإقليم.

المواجهات التي اندلعت فجر الجمعة 17 أكتوبر 2025، شهدت هجومًا واسعًا شنته قوات الدعم السريع من ثلاثة محاور رئيسية: الشمالي، الغربي، والشمالي الغربي. واستمرت المعارك لأكثر من أربع ساعات، تمكن خلالها الجيش السوداني، مدعومًا بالقوة المشتركة والمقاومة الشعبية، من صد الهجوم وإلحاق خسائر كبيرة بالقوات المهاجمة. وأفادت مصادر عسكرية ميدانية أن الهجوم سبقته عمليات قصف مدفعي مكثف، إلى جانب استخدام طائرات مسيّرة استهدفت مقر الفرقة السادسة مشاة وحي الدرجة، الذي يضم آلاف النازحين، ما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان في سماء المدينة، وسط حالة من الذعر بين السكان المدنيين.

وتأتي هذه الاشتباكات في سياق حملة عسكرية متواصلة تشنها قوات الدعم السريع منذ أشهر، بهدف السيطرة الكاملة على مدينة الفاشر، التي باتت تهيمن على أجزاء واسعة منها وتحاصر مقر الفرقة السادسة التابعة للجيش السوداني. وتُعد الفاشر آخر نقطة ارتكاز استراتيجية للقوات الحكومية في إقليم دارفور، ما يجعلها هدفًا رئيسيًا في المعركة الدائرة. سقوط القيادي جوليوس عيساوي في هذه المواجهات يسلط الضوء على حجم الخسائر البشرية التي تتكبدها القوى المساندة للجيش، ويعكس تعقيد المشهد العسكري والسياسي في المنطقة، في ظل استمرار القتال وتفاقم الأوضاع الإنسانية.