تصعيد جوي خطير: مسيّرات الدعم السريع تستهدف مناطق مدنية وعسكرية في عد بابكر والدبة

تصعيد جوي خطير: مسيّرات الدعم السريع تستهدف مناطق مدنية وعسكرية في عد بابكر والدبة
تصعيد جوي خطير: مسيّرات الدعم السريع تستهدف مناطق مدنية وعسكرية في عد بابكر والدبة
Ads by Eonads

 


الخرطوم / الولاية الشمالية –
شهد المشهد السوداني تصعيدًا جديدًا وخطيرًا في تكتيكات الحرب، حيث نفذت مليشيا الدعم السريع هجمات جوية مُنسقة باستخدام مسيّرات هجومية. هذه الضربات لم تقتصر على الأهداف العسكرية التقليدية، بل طالت مناطق سكنية وأعيان مدنية، ما يمثل انتهاكًا جديدًا في سلسلة الاعتداءات المتكررة على المدنيين ومناطق سيطرة القوات المسلحة.

تركزت الهجمات على موقعين استراتيجيين يمثلان عمقًا جغرافيًا ومؤشرًا لتوسع دائرة الصراع: منطقة عد بابكر بشرق النيل القريبة من العاصمة الخرطوم، ومدينة الدبة بالولاية الشمالية، وهي مناطق تُعتبر خطوط إمداد وحماية رئيسية للجيش السوداني.

الاستهداف المباشر للمنازل في عد بابكر

تُعدّ الهجمات التي استهدفت منطقة عد بابكر، الواقعة في محيط شرق النيل، مؤشرًا مقلقًا على استمرار ترويع المدنيين. وتشير المصادر إلى أن الهجوم على هذه المنطقة شاركت فيه مسيّرتان هجوميتان على الأقل، في محاولة لاستهداف نقاط عسكرية قريبة أو للتسبب في حالة من الفوضى والهلع.

الخطورة البالغة تجلت في الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية المدنية. فقد أظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، صورًا واضحة لبقايا مسيّرة هجومية سقطت على منزل مدني في عد بابكر. ورغم أن التقارير المتداولة لم تؤكد رسميًا وقوع إصابات بشرية حتى اللحظة، فإن مجرد سقوط جسم عسكري متفجر على منزل مأهول يُسلط الضوء على الخطر المحدق الذي يواجه السكان الأبرياء الذين يحاولون التشبث بمنازلهم في ظل الحرب الدائرة. هذا النمط من الهجمات يتنافى مع مبادئ القانون الدولي الإنساني التي تفرض التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية.

الدبة في مرمى المسيرات: استهداف القوات المشتركة

بالتزامن مع هجوم شرق النيل، شهدت مدينة الدبة في الولاية الشمالية هجومًا بطائرة مسيّرة أخرى. وتفيد المصادر بأن هذه المسيّرة استهدفت بشكل خاص مقر القوات المشتركة في المدينة. تعتبر مدينة الدبة نقطة حيوية، حيث تقع على طريق الإمداد الشمالي الذي يربط مناطق سيطرة الجيش في الشرق والشمال.

إن استهداف المقرات العسكرية في مدن بعيدة عن خطوط التماس الرئيسية، مثل الدبة، يؤكد سعي مليشيا الدعم السريع لتوسيع نطاق عملياتها الجوية، وضرب العمق الاستراتيجي للجيش السوداني، وزعزعة الاستقرار في الولايات التي كانت تعتبر آمنة نسبيًا. ويُشير هذا التكتيك إلى اعتماد الميليشيا المتزايد على التكنولوجيا الجوية الحديثة كأداة لفرض الضغط العسكري والنفسي على المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش.

صمت رسمي يغلف التفاصيل

في خضم هذا التصعيد الخطير، يبقى التحدي الأكبر هو غياب البيانات الرسمية من الجهات المعنية، سواء من القيادة العامة للجيش السوداني أو من إدارات الولايات المتضررة.

هذا الغياب للشفافية يترك مساحة واسعة للتكهنات وتداول المعلومات غير المؤكدة، ويزيد من قلق المواطنين الذين يعتمدون على الرواية الرسمية لمعرفة تفاصيل الهجمات وتداعياتها الأمنية. إن عدم إصدار بيان رسمي بشأن تفاصيل الهجوم، عدد المسيّرات، حجم الأضرار، أو الإجراءات المتخذة للتصدي لهذه الهجمات الجوية، يُفقد الجمهور الثقة في قدرة السلطات على إدارة الأزمة الإعلامية والأمنية بفعالية.

السياق الأوسع: تكتيك حرب المسيّرات المتصاعد

تمثل هذه الهجمات الأخيرة جزءًا من تحول استراتيجي واضح في تكتيكات الدعم السريع، الذي بات يعتمد بشكل كبير على الطائرات المسيّرة لتعويض النقص في القدرات الجوية التقليدية. وتستخدم هذه المسيّرات في:

  1. الاستطلاع والمراقبة: لجمع معلومات عن تحركات الجيش السوداني.

  2. تنفيذ ضربات دقيقة: لاستهداف مراكز القيادة والتحكم، ومخازن الإمداد، كما حدث في الدبة.

  3. إرهاب المدنيين: من خلال استهداف المناطق السكنية، كما شوهد في عد بابكر.

يُطالب المراقبون بضرورة تعزيز الدفاعات الجوية في المناطق الاستراتيجية والمدنية على حد سواء، لمواجهة هذا التهديد المتنامي الذي بات يطال مناطق بعيدة عن الخرطوم. كما تُجدد هذه الأحداث الدعوات للمجتمع الدولي للضغط على طرفي النزاع للاحترام الكامل للقانون الدولي الإنساني، ووقف استهداف المدنيين والمنشآت المدنية، والعودة إلى طاولة المفاوضات لإنهاء هذا الصراع المدمر. (المجموع الكلي للكلمات: 601 كلمة).

الكلمات المفتاحية: الدعم السريع، مسيّرات هجومية، عد بابكر، شرق النيل، الدبة، الولاية الشمالية، استهداف مدنيين، القوات المشتركة، تصعيد عسكري، الحرب في السودان، انتهاكات قانونية.

تعليقات