قصة الجاسوس الدرزي عزام عزام الذي تجسس على مصر لصالح الكيان

قصة الجاسوس الدرزي عزام عزام الذي تجسس على مصر لصالح الكيان
قصة الجاسوس الدرزي عزام عزام الذي تجسس على مصر لصالح الكيان

 تعد قصة عزام عزام من أبرز قضايا التجسس التي هزت الرأي العام في مصر والكيان الصهيوني، نظراً لطبيعة القضية وحساسيتها في سياق العلاقات بين البلدين. عزام عزام هو درزي إسرائيلي ولد عام 1963 في قرية المغار شمال فلسطين المحتلة.


بداية القصة والعمل كغطاء

بعد خدمته العسكرية في عام 1987، بدأ عزام العمل في شركة إسرائيلية للنسيج، والتي كان لها تعاملات تجارية مع مصر. استغل عزام هذه الفرصة ليكون واجهة لعمليات تجسسية لصالح الموساد الإسرائيلي. كان عمله تحت غطاء تجارة النسيج بين الكيان ومصر، مستغلاً اتفاقية السلام بين القاهرة وتل أبيب.


طريقة التجسس وكشف الشبكة

كانت الطريقة التي اتبعها عزام عزام في التجسس غريبة وغير تقليدية. فقد اتهم بكتابة معلومات بالحبر السري على الملابس الداخلية النسائية، وتمريرها للموساد. تضمنت هذه المعلومات بيانات عن المنشآت الصناعية المصرية.

تمكنت المخابرات المصرية من رصد نشاطات عزام وشبكته. وفي نوفمبر 1996، تم اعتقال عزام عزام في القاهرة بتهمة التجسس الصناعي، ثم اتهم لاحقاً بالتجسس المباشر لصالح الموساد الإسرائيلي. كما تم القبض على شركائه، ومنهم عماد عبد الحليم إسماعيل، واثنتان إسرائيليتان هما زهرة يوسف جريس ومنى أحمد شواهنة.


المحاكمة والحكم

في يوليو 1997، أدين عزام عزام بتهمة التجسس ونقل معلومات عن المنشآت الصناعية المصرية إلى الكيان الصهيوني. حكمت عليه المحكمة المصرية بالسجن خمسة عشر عاماً مع الأشغال الشاقة. كما حكم على عماد عبد الحليم إسماعيل بالسجن خمسة وعشرين عاماً (المؤبد)، وعلى الإسرائيليتين الهاربتين زهرة يوسف جريس ومنى أحمد شواهنة بالسجن المؤبد غيابياً.

طوال فترة المحاكمة، أنكر عزام عزام التهم الموجهة إليه، وزعم أنه بريء وأن اعترافاته جاءت تحت ضغط وتعذيب. كما نفت سلطات الكيان الصهيوني أي علاقة لعزام بأجهزتها الأمنية، وأعلنت أنه لا صفة غير مدنية له في مصر.


الإفراج عنه وصفقة التبادل

على الرغم من حكم السجن، ظلت قضية عزام عزام محط اهتمام كبير في الكيان الصهيوني، وحاولت حكومات متعاقبة الإفراج عنه. بعد ثماني سنوات وشهر من اعتقاله، تحديداً في ديسمبر 2004، تم الإفراج عن عزام عزام في صفقة تبادل سياسية بين مصر والكيان الصهيوني. في المقابل، أطلقت إسرائيل سراح ستة طلاب مصريين كانوا قد اعتقلوا لديها بتهمة التسلل إلى الأراضي المحتلة.


ما بعد الإفراج

حظي عزام عزام باستقبال رسمي وشعبي حافل في الكيان الصهيوني بعد إطلاق سراحه، حيث استقبله رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون. وقد شارك عزام عزام لاحقاً في برامج تلفزيونية، ويُقال إنه يعمل الآن في مصنع لتكرير النفط.

تظل قضية عزام عزام مثالاً بارزاً على حرب الظلال بين الأجهزة الاستخباراتية، وكيف يمكن أن تتشابك المصالح السياسية لتؤدي إلى صفقات تبادل غير متوقعة.


تعليقات