المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض يصنف قبرص بين المناطق عالية الخطورة بسبب ارتفاع اعداد البعوض فيها

أصدر المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها تنبيها صحيا للدول الأعضاء في أعقاب ارتفاع حالات الإصابة بالأمراض التي ينقلها البعوض في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط، حيث تم تصنيف قبرص
بين المناطق عالية الخطورة.

وارتفعت حالات الإصابة بحمى الضنك من 71 حالة في عام 2022 إلى 304 حالات في عام 2024، في حين وصلت إصابات فيروس غرب النيل إلى 1436 حالة في 212 منطقة في 19 دولة أوروبية، وفقا لبيانات المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والوقاية منها الصادرة أمس.

دعت الوكالة الدول الأعضاء إلى تطبيق تدابير وقائية مع توسّع نطاق انتشار ثلاثة أنواع من البعوض الغازي. وصنّفت قبرص من المستوى 2ب من حيث خطر انتقال حمى الضنك وفيروس زيكا وحمى شيكونغونيا .

عادت بعوضة الزاعجة المصرية (Aedes aegypti) إلى قبرص وجزر الكناري وماديرا بعد عقود من غيابها عن أوروبا. تنقل هذه الفصيلة فيروسات حمى الضنك، وشيكونغونيا، وزيكا، والحمى الصفراء.

استعمرت بعوضة النمر الآسيوي، Aedes albopictus، 369 منطقة أوروبية في 16 دولة، وهو ما يمثل زيادة قدرها ثلاثة أضعاف عن 114 منطقة مسجلة في عام 2015. ويحمل هذا النوع فيروسات حمى الضنك، وحمى شيكونغونيا، وزيكا.

تستمر بعوضة Culex pipiens في تسهيل انتقال فيروس غرب النيل، وخاصة خلال أشهر الصيف عندما تكون ظروف درجات الحرارة والرطوبة مواتية لكل من النواقل وتكاثر الفيروس.

أبلغت فرنسا عن ست حالات انتقال محلي لفيروس شيكونغونيا بحلول يونيو/حزيران 2025، مع ظهور الأعراض في أواخر مايو/أيار. ويشير الجدول الزمني إلى انتقال موسمي أبكر مقارنةً بالسنوات السابقة.

تحافظ بلجيكا وألمانيا واليونان على بروتوكولات مراقبة مشددة في ظل ارتفاع درجات الحرارة في مختلف البلدان الأوروبية مما يؤدي إلى إطالة فترات نشاط البعوض.

وأشار المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والوقاية منها إلى أن ارتفاع درجات الحرارة "يطيل الفترة التي ينشط فيها البعوض، مما يزيد من مدة وكثافة انتقال" الفيروسات التي ينقلها النواقل.

أدى ارتفاع درجات الحرارة إلى خلق ظروف تكاثر مثالية لأنواع البعوض الغازية، حيث تشير الأبحاث إلى أن معدل لدغات البعوض يزداد ثلاثة أضعاف عندما ترتفع درجات الحرارة من 20 إلى 30 درجة مئوية. وتتوقع نماذج المناخ أن يتقدم بعوض الزاعجة شمالًا بسرعة ستة كيلومترات سنويًا بحلول عام 2050، وهو ما يمثل توسعًا أسرع بثلاث مرات ونصف من المعدلات التاريخية.

تشير التوقعات المناخية إلى أن أجزاء من إسبانيا والبرتغال واليونان وتركيا ستشهد ملاءمة مستدامة للبعوض بحلول عام 2030. ويمكن أن تؤدي ارتفاعات درجات الحرارة إلى إطالة مواسم انتقال حمى الضنك لمدة أربعة أشهر ومواسم الملاريا لمدة شهر واحد على مدى السنوات الخمسين المقبلة، وفقًا لبحث نُشر في مجلة The Lancet Planetary Health.

تستضيف قبرص أعدادًا كبيرة من بعوض الزاعجة المصرية، الذي ظهر مجددًا في عام 2022، وبعوض الزاعجة البيضاء في مناطق متعددة من الجزيرة