طالب لجوء سوري يعود ليقاتل في سوريا ويثير ضجة واسعة

طالب لجوء سوري  يعود ليقاتل في سوريا  ويثير ضجة واسعة
طالب لجوء سوري يعود ليقاتل في سوريا ويثير ضجة واسعة


 أثارت مقاطع فيديو لطالب لجوء سوري عاد إلى وطنه لقتال الفصائل العسكرية المحلية في السويداء ضجة واسعة في هولندا الأمر الذي استغله "اليمين المتطرف" للتحريض ضد اللاجئين السوريين.

وذكرت صحيفة "دي تيلغراف" الهولندية في تقرير لها أن سلسلة من مقاطع الفيديو لطالب اللجوء السوري واليوتيوبر خالد سليمان المعروف بـ"أبو طلق" أثارت غضباً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي في هولندا.

وظهر خالد السليمان الذي كان يقيم في مدينة ألميرا والمنحدر من مدينة الرقة وهو يُشهر أسلحة ثقيلة بيده في السويداء، مُعلناً بصوت عالٍ عن نيته محاربة "الدروز".

بدوره ردّ متحدث باسم دائرة الهجرة والتجنيس الهولندية "IND" بإيجاز: "نحن على علم بالقضية وننظر فيها.. إنه ليس هولندياً، وليس لديه صفة لاجئ أيضاً".

وكانت تقارير قد انتشرت سابقاً تفيد بأن السليمان يحمل تصريح لجوء وكان قد نشر على حسابه على إنستغرام حيث يتابعه الآن 385 ألف متابع، صورة في مركز تسجيل طلبات اللجوء في تير آبل قبل أكثر من عام ونصف، مشيراً إلى أنه تقدم بطلب لجوء في ذلك العام.

وكان السليمان قد ظهر على دراجة هوائية في شوارع مدينة ألميرا، وفي فيديو آخر في مركز تجاري، سخر من زوجين يتبادلان القبلات قائلًا: "عيب عليكم!".

وأشارت الصحيفة الهولندية إلى أن طالب اللجوء السوري ظهر في فيديو يركب على دراجة هوائية قديمة الطراز في السويداء، ويقول إنه جاء من أمستردام ليقاتل من أجل شعبه ثم يرمي بدراجته أرضاً ويسحب رشاش كلاشينكوف.

وفي فيديو آخر، ظهر اليوتيوبر"أبو طلق" يلوح بقاذفة صواريخ آر بي جي.

وبحسب الصحيفة فإنه ليس من الواضح ما إذا كان خالد السليمان قد قاتل بالفعل في سوريا بالأسلحة التي بحوزته أم لا، ووفقاً للمراسل الهولندي فلاديمير فان ويلجنبرخ في سوريا، فقد عاش طالب اللجوء السوري أصلاً في الرقة.

بدوره، قال "أبو طلق" إنه ذهب لسوريا ليقاتل دعماً لتوحيد الدولة، معقّباً: "إلى جهنم إذا كنت سأخسر الإقامة والجنسية لأني كنت أقف مع بلدي ومع أهلي".

ولا يملك السليمان أي فرصة للحصول على تصريح لجوء لأن طالب اللجوء الذي يسافر إلى بلده الأصلي يفقد فرصته في اللجوء، كما تُلغى طلبات طالبي اللجوء الذين يغادرون إلى وجهة مجهولة في أثناء النظر في طلباتهم.

لا يمكن ترحيل السوريين

إذا عاد شخصٌ لوّح بالأسلحة إلى هولندا، فهناك احتمال كبير أن يُصنّف ضمن الفئة "1F" وهي فئة طالبي اللجوء المشتبه في ارتكابهم جرائم حرب ويمكن ترحيلهم.

وبحسب الصحيفة الهولندية، ما يزال ترحيل السوريين من هولندا يُمثل مشكلة حيث عادت مجموعة صغيرة طوعاً، لكن السوريين لم يُجبروا على العودة بعد، حتى بعد سقوط الديكتاتور بشار الأسد وتغير الوضع الأمني في البلاد.

وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن طالبي اللجوء السوريون الذين رُفضت أو أُلغيب طلباتهم لا يُرحّلون إلى سوريا عملياً، وقد ينتهي بهم الأمر في حالة من "الغموض"، حيث لا يحصلون على أي شيء من الحكومة الهولندية، ومع ذلك يبقون عالقين في هولندا.

ولفتت الصحيفة إلى أنه ليس خالد السليمان الوحيد الذي يتدخل في الصراع الدامي في السويداء، حيث دعا شخص آخر يدعى عبد الرحمن يانسن أيضاً إلى العنف على فيسبوك ونصح "المجاهدين" في السويداء بـ"ألّا تستثنوا أحداً".

فيلدرز يستغل القضية بالانتخابات

وكما جرت العادة لم يفوت خيرت فيلدرز رئيس "حزب الحرية" اليميني المتطرف المعادي للإسلام واللاجئين الفرصة، للتحريض ضد اللاجئين واستغلال القضية لإقناع جمهوره بالتصويت له في الانتخابات القادمة وكتب فيدرز في صفحته على فيسبوك: "هولندا ٢٠٢٥: يُسمَح للجهاديين الإسلاميين بالدخول بأعداد كبيرة، ويعودون إلى ديارهم ليرتكبوا بعض المجازر".

وأضاف "رفض حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية (VVD) وحزب الفلاحين BBB وحزب عقد اجتماعي جديد (NSC) دعم خطتنا لفرض حراسة فورية على حدودنا من قِبل الجيش، ومنع هؤلاء الحثالة من الدخول. لذا، صوّتوا لحزب الحرية".

وانهالت التعليقات على تدوينة فيلدزر المؤيدة له والمطالبة بترحيل اللاجئين السوريين وإقفال باب اللجوء في البلاد.

ويعيش في هولندا أكثر من 150 ألف سوري حصل الكثير منهم على الجنسية الهولندية في حين ينتظر البقية الحصول عليها.

كما يعيش في مراكز الإيواء آلاف طالبي اللجوء السوريين بانتظار الحصول على تصاريح الإقامة في ظروف صعبة لا سيما بعد الإجراءات التي أقرتها الحكومة اليمينية للحد من تدفق اللاجئين.





تعليقات